حدث وحديث

الإرهـاب و «الـدرون»

فضيلة دفوس
25 ديسمبر 2021

بينما ينشغل العالم بمواجهة وباء كوفيد 19 بمختلف متحوّراته و طفراته، تواصل الجماعات الإرهابية  المنتشرة على وجه الخصوص بالقارة الإفريقية، في تنفيذ هجماتها واعتداءاتها مخلّفة  في كلّ مرّة العديد من القتلى و المصابين، ومتسبّبة في أمواج نزوح ولجوء لا متناهية.
لا أحد يلتفت اليوم إلى معاناة الأفارقة في الساحل الإفريقي وعموم منطقة غرب إفريقيا مع الظاهرة الإرهابية التي تزداد استفحالا و تمدّدا، طبعا العالم منهمك في حربه ضدّ الوباء اللعين الذي حوّل حياة البشر إلى كابوس حقيقي، وليس لدى كبار العالم وقت و لا جهد لينشغلوا بمحاربة الجماعات الإرهابية التي تستفيد من الوضع وتستغله في توسيع نشاطها الدموي، وتعبئة صفوفها بمزيد من الإرهابيين، كما تعمل على تعزيز ترسانتها العسكرية بأكثر أنواع الأسلحة والعتاد تطوّرا، حتى أنّ تقارير باتت تحذّر من وصول طائرات مسيرة إلى الجماعات الدموية في إفريقيا،  هذه الأخيرة، التي أصبحت تدرك أهمّية الدرون « وما تحمله من قدرات كبيرة  في تنفيذ هجماتها وعملياتها بدقّة متناهية ونجاح أكيد.
وبالرغم من أن التقارير تشير إلى أن الجماعات الإرهابية في إفريقيا لم تتمكن بعد من محاكاة تكتيكات تنظيم داعش الدموي في استخدامه للطائرات المسيرة خلال عملياته في العراق وسوريا،  إلاّ أنّ مصادر عديدة سجّلت استخدام هذه الطائرات في ليبيا، و في جنوب القارة السمراء،  إذ كشف وزير داخلية موزمبيق أمادي مويكيد، أن الجماعات الدموية وتنظيم «داعش»، الإرهابي، استخدموا طائرات بدون طيار في مواجهتهم للجيش في مقاطعة كابو ديلغادو الغنية بالغاز، والتي تشهد حربا بين حكومة موزمبيق والجماعات الإرهابية و المتمردة .
وحتى في الصومال، ثبت أن حركة الشباب نشرت طائرات بدون طيار لأغراض المراقبة وتنفيذ عمليات إرهابية، وتصوير مشاهد تنفيذ عملياتها بغرض الدعاية. ويعتقد الخبراء، أن الجماعات الإرهابية تتجه إلى «المسيرات» لتقليل تكاليف عملياتها، وقدرتها على اختراق المنظومة الأمنية لأي دولة تستهدفها، وكذلك رخص ثمن هذه الطائرات بما يمنح الدمويين بدائل قوية وغير تقليدية في جمع المعلومات، وتنفيذ الهجمات.
من هذا المنطلق، وجب التأكيد بأن حصول الجماعات الإرهابية على الطائرات المسيرة وتكنولوجيا صناعة هذه الطائرات مسألة خطيرة جدا تهدد الأوضاع في المنطقة، وتطيل أمد الصراع، خاصة إذا علمنا بأن الدمويين يمكّنهم استخدامها في الهجمات الكيميائية والبيولوجية،  وحتى  في نشر الأمراض المعدية.
 يبقى السؤال المطروح، كيف يمكن منع الإرهابيين من اقتناء هذه الطائرات واستعمالها؟.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024