مايزال مشكل توزيع الماء الشّروب متواصلا رغم المجهودات الكبيرة التي بذلت من أجل تجاوزه، وهو ما يعني أن مخلّفات التسيير ثقيلة، ولا تتوقف عند مجرّد هفوة هنا، أو تهاون هناك، والظاهر – مع تواصل أجندة التوزيع – أن الحلّ يحتاج لبعض الوقت..
ما يهمّنا الآن، هو أن تكون الحلول موضوعية، وتمس الحياة اليومية للمواطن. فالجزائر – بحمد الله – تتمتع بثلاثة مناخات، وأن دأب مناخ البحر الأبيض المتوسط أنّ أمطاره متقطّعة، ما يعني أن ما عاشه في حيّه أو في مدينته، ليس هو بالضرورة ما عاش الجميع..
الحاصل الآن، وهو أن سياسة تسيير الموارد المائية ينبغي أن تكون بعيدة المدى، مع سابق علمنا بأن المسؤولين عن القطاع يقومون بالواجب، ويعملون على تدارك النّقص بأسلوب يسمح للمواطن بأن يكون مرتاحا، من ناحية الماء على الأقل، خاصة أولئك الذين يعيشون في المدن الكبرى، ولا يجدون آبارا ولا ينابيع يأخذون منها حاجة يومهم، وحتى إذا افترضنا وجود الينابيع، فإنه من الصعب الاشتغال بتوصيل الماء إلى قمة عمارة شاهقة..
لسنا في حاجة إلى الحديث عن ضرورة الماء، فهذا حيوي بالنسبة ليوميات المواطن البسيط، ولا يمكنه بأيّة حال أن يتجاوزه مثلما يتجاوز ضروريات كثيرة، أو يجد لها تصريفاتها بما يوافق إمكاناته.
وعلى هذا، ينبغي على كل مسؤول بقطاع توزيع المياه أن المواطن يصبر ويستسقي، لكنّ حياته ستكون غاية في الصعوبة إذا تواصل البحث عن الحلول، دون اتّخاذ إجراءات عاجلة..