أرقام مخيفة لحالات الاختناق بغاز أحادي الكاربون، وهي بذلك تنافس أو تفوق في بعض الأحيان تلك التي يحققها فيروس كورونا، والسبب الرئيسي هو وسائل التدفئة، التي لا تستجيب لمعايير الأمان والسلامة المطلوبة.
غير أن الذي يدعو للتساؤل والاستغراب، كيف أن السبب نفسه وهو المدفأة والقنوات المتصلة بها التي يتسرب منها الغاز يؤدي دائما إلى النتيجة نفسها، أي تسجيل وفيات بالجملة، أحيانا عائلات بأكملها في مختلف المناطق، في المدن الكبرى كما في الأرياف. الموت اختناقا بهذا الغاز القاتل الذي ليس له لا رائحة ولا لون، يصنع الحدث كلما حل موسم الأمطار ونحن في بدايته.
سنوات عديدة والضحايا بسبب الاختناق بالغاز تسجل كلما حل موسم الشتاء، بالأسباب المعروفة، لماذا لا يوجد حلول لهذه الظاهرة لحد الآن، هل أن الحملات التحسيسية لم تأت أكلها؟ أو أن وسائل التدفئة «المقلدة أو المغشوشة» ما تزال تغرق السوق الجزائرية؟ أو السبب في نقص الصيانة لهذه الأجهزة من قبل مستعمليها؟.
لحد الآن لا نجد جوابا شافيا لكل هذه الأسئلة، وهل نبقى فقط نعد كل يوم ضحايا الاختناقات بالغاز من كل الأعمار (أطفال، حتى، رجال ونساء)، في انتظار أن تتلف المدفآت «القاتلة»، مع أنه في سنوات ما بعد الاستقلال لم تكن وسائل التدفئة متطورة بالنحو التي هي عليه حاليا (استعمال غاز البوتان)، لكن لم تكن هناك اختناقات بالغاز تسجل، والسؤال يبقى مطروحا.