لابد من الاعتراف بأنّ بعض الشباب في رمضان يتميزون بالكسل والخمول، ويسلكون تصرفات منافية لمعاني الصيام السامية، تجدهم عاجزين عن أداء وظائفهم وواجباتهم، وينقص نشاطهم وجهدهم، ويكثرون من النوم في النهار، ويضيعون أوقاتهم فيما لا ينفع.
لكن يجب الإقرار بالمقابل أنّ الكثير من الشباب تتحوّل سلوكياتهم من الحسن إلى الأحسن، ويزدادون جهدا وحيوية، ويؤدّون أعمالهم على أكمل وجه في هذا الشهر الفضيل، بل ويسعون لتجسيد مبادرات ثقافية، خيرية وتطوعية بهدف توسيع النشاط الإبداعي وغرس ثقافة العمل التطوعي والتضامني داخل المجتمع.
ففي الآونة الأخيرة برزت مجموعات شبانية تقوم بفعل الخير، ومساعدة المحتاجين والعائلات المعوزة والمرضى على مدار الشهر الكريم، دون كلل وملل، والملفت أنّ أغلب أعضائها هم طلبة جامعيون، اختاروا هذه الأنشطة رغم انشغالاتهم الدراسية ونقص الإمكانيات، فتحدّوا كل الصعوبات، ونجحوا إلى أبعد الحدود في تحقيق أهدافهم.
وما يجب التنويه به أيضا بالإضافة إلى أنهم ساهموا في رفع الغبن عن الكثير من الأشخاص، كانوا سببا في ابتعاد شباب عن مختلف الآفات وخروجهم من عزلتهم النفسية والاجتماعية، بفضل انخراطهم في العمل الخيري والتطوعي.
ولأنّ طموح الشباب ليس له حدود، بادر بعضهم في رمضان هذا العام إلى تنظيم نشاطات ترفيهية وفنية، واستغلوا بعض الهياكل الثقافية والعلمية لتكون فضاءا للمتعة وللقاء العائلات والأحباب، بهدف تشجيع الإقبال على المواقع السياحية والثقافية، وهم بذلك ينجزون عملا لم تستطع بعض الهيئات والجمعيات القيام به، فنالوا الإعجاب والتقدير. فمتحف باردو مثلا تحوّل بفضل شباب آمنوا بقدراتهم وتحدّوا كل العوائق إلى مزار للعائلات في رمضان، وفرصة للمبدعين والموهوبين للتعبير عن إمكانياتهم وقدراتهم، أمام جمهور متعطّش لهذا النوع من المبادرات، التي تنتظر دعما أكثرا من الجهات المعنية تعميما للفائدة، وتثمينا لهذا المجهود الشباني الذي يجب الاقتداء به.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.