شكل التحالف أو التعاون العسكري بين المغرب والكيان الصهيوني، نقطة تحول في مسار العلاقات الجزائرية المغربية، بعد مسار طويل من الأعمال العدائية للنظام المغربي ضد الجزائر، بداية من سنة 1963 والاعتداء المغربي على الحدود الجزائرية، مرورا باتهام الجزائر سنة 1994 بالقيام بأعمال إرهابية في مدينة مراكش بدون أي دليل، وصولا إلى ما شهدناه مؤخرا من تصريحات مستفزة من طرف ممثل المغرب في الأمم المتحدة، والهجوم الذي شنّه وزير الخارجية الإسرائيلي على الجزائر من الأراضي المغربية وهذه سابقة في تاريخ العلاقات العربية - العربية.
يتصور الكثير من المحللين المغاربة، أن المخزن يحاول أن يستعين عسكريا بالصهاينة من أجل إحداث نوع من توازن القوة مع الجزائر. شخصيا أستبعد هذا السيناريو لعدة أسباب، فإسرائيل لن تمنح أي تكنولوجيا عسكرية متطورة للمغرب، يقينا منها أن تحالفها (الاستراتيجي) مع المخزن قد ينهار في أي لحظة، لاسيما وأننا شاهدنا مظاهرات قوية في مناطق متفرقة من المغرب ضد التطبيع، ولن يتجاوز التعاون العسكري حدودا معينة لن تسمح به أمريكا نفسها وهي التي ألغت صفقة طائرات بدون طيار مع المغرب، بعد خسارة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
في كتاب لجون ميرشايمر، عالم السياسة الأمريكي الشهير، بعنوان « اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الامريكية»، يتساءل فيه الكاتب عن كون إسرائيل ورقة استراتيجية أم عبئا على الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ساهمت ممارسات اللوبي الصهيوني، من خلال دفع أمريكا لخوض حروب لا طائل منها في أفغانستان والعراق وأخيرا سوريا، إلى إضعاف أمريكا، مع بروز الصين كقوة مسيطرة جديدة.
تصور أن إسرائيل واللوبي الصهيوني استنزفوا أمريكا التي قدمت لهم كل شيء؛ الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي. لهذا فالخطر القادم من الشرق يهدد المغرب ويسعى لاستنزافها قبل الجزائر ومنطقة المغرب العربي بشكل عام، والجزائر القوية بشعبها وجيشها ستتحطم على أسوارها كل مخططات الاستعمار الجديد، كما فعل أجدادنا مع الاستعمار الفرنسي.