مظاهرات 11 ديسمبر 1960 ذكرى وعبرة، التّاريخ يفتح صفحته على هذه الأحداث الأليمة والمأساوية، جرائم ضد الإنسانية اقترفها المستدمر الفرنسي، الذي تفنّن في وحشيته ضد الشّعب الجزائري، كيف لا وعساكره أطلقوا النّار بدم بارد على أجساد ضعيفة، خرجت تطالب بالحرية، أنهكها الكفاح، لكنها بقيت صامدة.
هي ذكرى تحتاج إلى أخذ العبرة منها، فلولا تلاحم وتكاتف الشعب الجزائري، لما استطاع أن ينتصر على أعتى قوّة استعمارية آنذاك، تلك المحطّة هي قدوة يجب على الأجيال الحاضرة والمقبلة أن تحتذي بها، بالنظر للمؤامرات التي تحاك ضد الجزائر من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، الأكثر استعمالا من قبل الشباب لمحاولة بث التشكيك، لكن هيهات..
الشّعب الجزائري يجيد قراءة تاريخ أسلافه، وله من الوعي والإدراك ما يضع كل ما يحاك ضد بلدهم تحت شمس الحقيقة، فتنهار تلك المخطّطات أمام إرادة البناء التي تتم بها مشاريع تجسيد التطلعات في ظل الاستقرار والدينامية التنموية التي تعرف انتعاشا برفع التجميد عن مشاريع في عدة قطاعات تندرج في نطاق إنتاج الثروة.
بالرغم من الأزمات والأوضاع الصّعبة مع التوترات الإقليمية يمكن إحداث التغيير في المشهد الاقتصادي، الذي يمثل قاطرة تحريك دواليب المؤسّسات، وفتح المجال أمام المبادرات الاستثمارية من خلال نسيج المؤسّسات الناشئة التي يراهن عليها في كسب معركة المنافسة بتقليص الكلفة وإدخال التكنولوجيات الجديدة.
مع استمرار تداعيات جائحة كوفيد-19 التي تخضع للرّصد والمتابعة والعلاج عبر التّشجيع على التلقيح، يرتقب أن تتركّز الجهود على الاقتصاد بالرفع من إنتاجية العمل، وتحسين الجودة وإتقانها، فهي التّأشيرة الوحيدة التي تضمن للمنتجات الجزائرية العبور إلى الأسواق الخارجية، حيث معارك المستقبل.