كلام آخر

حجر عثرة..

م. كاديك
07 ديسمبر 2021

جدّد الرئيس تبون الحديث عن المعرقلين أكثر من مرّة، ووأضح أن هؤلاء الذين يقفون حجر عثرة أمام كل طموح وطنيّ، إنما يقصدون صراحة إلى حرمان الجزائريين من الإمكانات المتاحة لهم، كي يحقّقوا الإقلاع الاقتصادي، والاستقرار الاجتماعي.. إنهم يقصدون صراحة إلى إنهاك كل من يفكّر مجرّد تفكير في واقع أفضل للبلاد.. يقصدون إلى إطفاء كل خيط نور في أفق الوطن..
المعرقلون ليسوا أشباحا.. إنّنا نراهم رأي العين يتختّلون وراء “القوانين” فيستغلّونها ويتأوّلونها بأساليب غاية في الدّهاء، كي يجعلوا حياة المواطن أكثر صعوبة كلّ يوم.. إنهم مثل ذلك التّاجر الصّغير الذي يرفع سعر البطاطا إذا سقط المطر، بحجة عدم القدرة على قطافها، ويرفع السّعر كذلك إذا شحّ المطر، بحجة الجفاف وضعف الإنتاج.. هكذا المعرقل.. إنّه يصرّف كل الأحداث ضد المواطن، بأسلوب عجيب، واضح الغباء..
المعرقلون ليسوا أشباحا.. إنّهم يبتسمون لنا حين ندخل مصلحة الحالة المدنية، ويعصرون الخلّ في أعيننا من أجل وثيقة بسيطة.. إنهم يقتلعون ثمن خدماتهم الوهمية، دون أن يقدّموا أدنى خدمة.. إنهم يهملون ملفات طالبي السّكن، كي يصبر المواطن سنين عددا ثم يخبرونه ـ بمنتهى الارتياح - أنّ ملفه ضاع.. إنهم لا يدرّسون إلا في المستودعات.. إنهم يطفّفون في الميزان، ويتلاعبون بالأسعار.... إنهم أولئك الذين تحلو حياتهم حين تكون الطوابير طويلة، ويزدهون حين ترتفع كومات الملّفات المعطّلة على مكاتبهم.. هؤلاء هم العاجزون عن رؤية بسمة أو سماع دعاء بالخير..
المعرقلون يجعلون حياة المواطن صعبة.. من أصغر تلميذ إلى أكبر مستثمر، وهم جميعا يسلكون نفس السّلوك، ويتحركون بنفس المواجع.. وكم يوجعهم أن يروا شابا في مقتبل الحياة يحاول أن يبذل جهدا!!.. هذا يوجعهم..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024