جدّد الرئيس تبون الحديث عن المعرقلين أكثر من مرّة، ووأضح أن هؤلاء الذين يقفون حجر عثرة أمام كل طموح وطنيّ، إنما يقصدون صراحة إلى حرمان الجزائريين من الإمكانات المتاحة لهم، كي يحقّقوا الإقلاع الاقتصادي، والاستقرار الاجتماعي.. إنهم يقصدون صراحة إلى إنهاك كل من يفكّر مجرّد تفكير في واقع أفضل للبلاد.. يقصدون إلى إطفاء كل خيط نور في أفق الوطن..
المعرقلون ليسوا أشباحا.. إنّنا نراهم رأي العين يتختّلون وراء “القوانين” فيستغلّونها ويتأوّلونها بأساليب غاية في الدّهاء، كي يجعلوا حياة المواطن أكثر صعوبة كلّ يوم.. إنهم مثل ذلك التّاجر الصّغير الذي يرفع سعر البطاطا إذا سقط المطر، بحجة عدم القدرة على قطافها، ويرفع السّعر كذلك إذا شحّ المطر، بحجة الجفاف وضعف الإنتاج.. هكذا المعرقل.. إنّه يصرّف كل الأحداث ضد المواطن، بأسلوب عجيب، واضح الغباء..
المعرقلون ليسوا أشباحا.. إنّهم يبتسمون لنا حين ندخل مصلحة الحالة المدنية، ويعصرون الخلّ في أعيننا من أجل وثيقة بسيطة.. إنهم يقتلعون ثمن خدماتهم الوهمية، دون أن يقدّموا أدنى خدمة.. إنهم يهملون ملفات طالبي السّكن، كي يصبر المواطن سنين عددا ثم يخبرونه ـ بمنتهى الارتياح - أنّ ملفه ضاع.. إنهم لا يدرّسون إلا في المستودعات.. إنهم يطفّفون في الميزان، ويتلاعبون بالأسعار.... إنهم أولئك الذين تحلو حياتهم حين تكون الطوابير طويلة، ويزدهون حين ترتفع كومات الملّفات المعطّلة على مكاتبهم.. هؤلاء هم العاجزون عن رؤية بسمة أو سماع دعاء بالخير..
المعرقلون يجعلون حياة المواطن صعبة.. من أصغر تلميذ إلى أكبر مستثمر، وهم جميعا يسلكون نفس السّلوك، ويتحركون بنفس المواجع.. وكم يوجعهم أن يروا شابا في مقتبل الحياة يحاول أن يبذل جهدا!!.. هذا يوجعهم..