انشغال لا يحتمل، ينتاب الأولياء بسبب النتائج الكارثية المسجّلة في مادة الرياضيات في الأطوار التعليمية الثلاثة، بالرغم من الدروس الخصوصية التي أصبحت أكثر من ضرورة للرفع من قدرة التحصيل لدى التلاميذ.
الرياضيات، المادة الأساسية ذات المعامل الكبير والمؤثر في المعدل الفصلي، لم يعد عدد كبير من التلاميذ قادرين على استيعاب دروسها وحل تمارينها، حيث أظهر الفصل الأول نتائج كارثية في هذه المادة، وهي معضلة ليست وليدة الساعة، لذلك يخيّم سؤال كبير حول سبب ضعف المعدلات، خاصة أن الدروس الخصوصية يخصّص لها الأولياء جزءا هاما من ميزانية الأسرة وتكون غالبا على حساب بعض الضروريات، علما أن سعر مادة الرياضيات بين 1500دج إلى أزيد من 2000دج لأربع حصص في الشهر، دون أن يحدث ذلك الفارق كما تعكسه على مستوى النتائج، فأين الخلل؟.
إذا كان للأساتذة نقص اهتمام التلاميذ بالمادة أمر معقد، كون الرياضيات مادة مبنية على المنطق، ما قد يصعّب عليهم الفهم والتطبيق، فالأولياء لديهم تفسيرات خاصة، فهم يعتبرون أن الدروس التي تلقّن للتلاميذ في المستوى الابتدائي أكبر من مستوى ذكائهم الذهني، فصعوبة الفهم من هذه المرحلة التعليمية الهامة، وتزداد تعقيدا كلما انتقل التلاميذ من مرحلة لأخرى.
وبغض النظر عن تفسير الأساتذة والأولياء لمشكلة الرياضيات، ماذا فعلت الاصلاحات التي يخضع لها القطاع منذ سنوات وأين هي نتائج تطبيق الجيل الثاني التي يبدو أنها تحتاج إلى إعادة النظر في طريقة تدريس المادة ومعالجة مواطن الخلل، إن كان في المواضيع التي تدرس أو أن التوقيت المخصّص للمادة غير كاف أو ربما مستوى تكوين الأساتذة الذي يحتاج إلى إعادة النظر فيه؟.
في انتظار ذلك تبقى الرياضيات «الكابوس» الذي يخيف التلميذ، خاصة وأن مصيره الدراسي والمستقبلي مرتبط بمعدل النتائج التي يتحصّل عليها في مادة العلوم الدقيقة؟