بعد استقالة وزير الإعلام اللبناني، يرتقب إنهاء الأزمة التي عصفت بالعلاقات اللبنانية ونظيرتها الخليجية، وينتظر أن توفّق الجهود الجدية لعودة العلاقات كما كانت في السابق وأحسن، وبالتالي تجاوز الأزمة في ظرف حالك يمرّ به لبنان المحاصر بالعديد من التحديات على جميع الأصعدة سياسيا واقتصاديا وصحيا بفعل تهديدات الجائحة وما تفرزه من متحورات شديدة العدوى والانتشار، لأن لبنان في هذا الظرف الحرج بحاجة إلى جميع الأشقاء العرب وخاصة في منطقة الخليج العربي، حيث تعوّدت بلاد الكرز على مؤازرة ودعم من دول خليجية، لم تتأخر سابقا في مد يد العون لها كلما واجهتها العقبات.
انفراج كبير بات يلوح في الأفق، لأن الأزمة اللبنانية الاقتصادية عميقة واللبنانيين من المستحيل أن يتجاوزوها بسهولة من دون دعم، ومن الأفضل أن يكون دعما من البيت العربي حتى تكون الحلول عاجلة وفعّالة ومن دون مساومة أو ثمن قد يثقل كاهل لبنان التي كان تشكيلها عسيرا وصعبا خاصة بفعل تداعيات تفجير مرفأ بيروت الذي وضع لبنان في عنق الزجاجة وعمّق من أزمته الاقتصادية وانهارت معه القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة، وأسفر كل ذلك عن وضع هشّ مؤجج لمخاوف اللبنانيين على مستقبل بلدهم الذي كان يئنّ تحت وطأة خلافات سياسية، علما أنه في السابق تهاطلت شروط دولية في مؤتمر المانحين خاصة باريس التي طلبت تشكيل حكومة كشرط قبل تقديم أي مساعدات مالية، لكن تنفّس الجميع الصعداء مع تشكيل الحكومة التي تشير جميع المؤشرات على أنها حكومة إصلاح، وتحتاج إلى وقت وتهيئة الجو للتأسيس لمرحلة جديدة تفكّك فيها ألغام الأزمات التي أشعلت غضب الجبهة الاجتماعية ووضعت البلد في منعرج خطير.
لبنان سيترك الصعوبات الحالية وراءه، لأنه يستعد لتبني نهج سلس ويتخذ قرارات مصيرية صحيحة من شأنها أن تكرّس التغيير المنشود من طرف الشعب وتغلق الباب أمام الخلافات والانقسامات السياسية، وسيغتنم الجميع من دون شكّ الفرصة الجديدة الموجود على طبق من ذهب للانطلاق مجددا من أجل مواجهة التحديات ومعالجة المشاكل القائمة.