جاء الفرج أخيرا بالإعلان عن الطّبعة الخامسة والعشرين من معرض الجزائر الدّولي للكتاب، ولقد تناقل النّاشرون والقرّاء الخبر بفرح غير مسبوق، بعد حرمان طويل من اللّقاءات والنّشاطات الثّقافية التي تجدّد الرّغبة في المعرفة والمطالعة.
غير أنّ أخبار الأوميكرون التي تتواتر من مختلف أنحاء العالم، تبعث الرّعب في الأوصال..ليس رعبا من المتحوّر الجديد، ولكنّه الرّعب من العودة إلى إلغاء موعد مارس المقبل، مثلما ألغي سابقه، وهذه ستكون أشدّ من الكورونا بكل طبعاته، لأنّها ستطفئ فرحة عارمة بانجلاء الحرمان من الكتاب.
ولو فرضنا جدلا بأنّ الأميكرون آت لا محالة، لأنّ هناك حالات ظهرت بعدد من الدّول تأهّبت للتعامل معه، فهذا لا يستدعي مطلقا إلغاء الموعد، ولا إعادة النّظر فيه، لأنّ الفيروس يأتي هذه المرّة، في واقع مختلف عن واقع الصّدمة الأولى التي فرضت الحجر الكامل، فالنّاس الآن يدركون خطورة التهاون في إجراءات الوقاية، تماما مثلما يدركون بأنّ حماية غيرهم هي حماية لأنفسهم، وحتى إنّ كان هناك بعض (الشّجعان) الذين يعتبرون الجائحة من الأساطير، فإنّ تأثيرهم سيكون محدودا جدّا مقارنة بالوعي الذي استقرّ..
من حقّنا أن نتفاءل بموعد مارس المقبل، ونزعم – على الأقل – بأنّ فترة الأوميكرون ستكون قد انتهت حينها، لنعالج واقعا جديدا نأمل أن يكون أفضل، ويعود المعرض الدولي ليزيّن حياة القرّاء في موعده، ويكون أجمل فاتحة لعام جديد يلقي بتباشير الخير والبركات مع ما نشهد من غيث عميم.
الآن وقد جاء الفرج بالإعلان عن موعد المعرض، نستبشر خيرا بالآفاق التي ستفتح أمام الكتّاب والنّاشرين، لأنّ هؤلاء يكابدون الصّعاب على الدّوام بمفردهم، دون أن يجدوا عونا، ولا حتى التفاتة تعاطف، أو دعاء صالح، رغم أنّهم يبذلون كلّ ما لديهم دون سؤال..