يستمر الاحتلال الصّهيوني بشكل علني وممنهج ودقيق في التنكيل وقمع وتشريد الشّعب الفلسطيني، حيث يسجّل يوميا توسّع صهيوني خطير، وتمدّد المحتل في سرقة بيوت وأراضي وعقارات ومقدّسات الشّعب الفلسطيني، تحت طائلة الظّلم ووفق منطق القويّ يهيمن على الضّعيف، ووسط تصعيد المحتل الصهيوني في أفعاله الإجرامية والوحشية لترهيب الشّعب الأعزل، يبقى الصّمت العالمي المطبّق متواصلا، خاصة من طرف الدول الكبرى التي من المفترض أنّها حامية للقانون الدولي والمواثيق العالمية، وكل ذلك يحدث في وقت عصيب ومنعرج حسّاس تمر به القضية الفلسطينية، حيث يحاول الاحتلال أن يمرّر مشروع التطبيع الخبيث بدعوى السّلام مع الجميع، لكن وبالموازاة مع ذلك يتقدّم بشكل خطير في سياسة توسيع الاستيطان والتهام الأرض الفلسطينية من دون أن يتحرّك صوت القانون الدولي لردع الخروقات ومعاقبة المحتل الغاشم.
القوى الكبرى التي تتشدّق بالديمقراطية وتتغنّى بالدفاع عن حقوق الإنسان، وتسارع في كل مرة إلى بؤر التوتر بحجة حماية الشّعوب لتتدخّل ترسانتها العسكرية وينتشر جنودها، غير أنّها تتظاهر كأنّ الذي يجري بفلسطين لا يعنيها، متجاهلة كمية العنف التي يقذف بها الكيان الصّهيوني المحتل نحو الشّعب الفلسطيني، خاصة بعد أن حوّل حياة العائلات إلى جحيم، بداية من طردهم من منازلهم واقتلاع أشجار بساتينهم التي تعد مصدر رزقهم الوحيد، وصولا إلى توقيف وأسر أبنائهم عن طريق تلفيق التهم الباطلة لكل من يرفض الظلم والتنكيل، ويصدح بصوت الحرية.
يتسارع خطر عنكبوت الاستيطان الذي يحاول فرض سياسة الأمر الواقع، وجعل أصحاب الأرض من الفلسطينيين غرباء عن ممتلكاتهم، ومحاولة بمكر محو الحقائق التاريخية وتحريف الجغرافيا، ولعل قضية سكان الشيخ جراح شاهدة على فظاعة أطماع الصهاينة ولؤم ما يخبئه المحتل، وإذا لم يتم ردعه وفضح ما يقترفه في إطار محاولة تهويد وصهينة المدن والقرى والفلسطينية، سيواصل اعتداءاته بالتهام المزيد من الأراضي الفلسطينية والاستيلاء على المقدّسات الطّاهرة، لذا ينبغي أن يتحرّك جميع الفلسطينيّين سواء من خلال الانخراط في منظمات وتجمّعات، والتوجه إلى عدة منابر مثل المحاكم الدولية والتعجيل بنقل التجاوزات، وعرضها على الرأي العام العالمي عبر ندوات ومؤتمرات عالمية مؤثّرة، وتسليط الضوء على حقيقة المؤامرة المحاكة ضد وطنهم المغتصب، وفضح كل ما حدث والتحذير بما سيحدث من أجل إجهاض أطماع المحتل الصهيوني.