وأنت تتجه إلى مصلحة عمومية كالبريد أو الاتصالات لدفع فاتورة أو تسوية وضعية تضطر لركن سيارتك على الطريق قرب محل تجاري أو مسكن أو إدارة،، الأمر عادي، خاصة في أيام رمضان،، لكن ما يثير أعصابك، لما تعود إلى سيارتك وتجد صاحب المحل منهمكا في تنظيف محله التجاري ليلقي بفضلات وأوساخ متجره إلى الرصيف، بل يدفع بها بواسطة المكنسة لتلطخ السيارة أو حتى المارة، غير آبه بسلوكه الدنيء. صبيحة أمس بضاحية الشراقة، قبالة ثانوية اسياخم، لم يتورع صاحب محل تجاري في قذف أوساخه على سيارة مواطن،، هذا سأله محذرا لماذا تفعل هذا،، ألا ترى ما ذا تفعل،، أجاب صاحب المحل أنه يقوم بالتنظيف،، رد عليه المواطن، إنك ترتكب منكرا بتعدّيك على ملك الغير وفي الشارع العام حيث تقذف بأوساخك على السيارة،، سار المواطن وترك الجاهل يبتهج بجهله وهو يبتسم،، إنه يجهل أن محلّه يطل قبالة ثانوية تحمل اسم اسياخم الفنان التشكيلي الرمز، ويفترض أن يشعر من حوله أولهم التاجر بقيمة السلوك ورقّة التصرف. طبعا صاحبنا يجهل هذه القيمة ولا يهمه سوى كسب المال ولو بتلطيخ أغراض غيره. المشهد يتكرر في كل يوم وفي كل حي تقريبا،، لماذا يحدث سلوك غير حضري كهذا ومن تجار يفترض أنهم يحملون قيم التسامح على الأقل لتلميع صورتهم السيئة وكسب زبائن،، كان الأجدر بصاحبنا، وهو شاب مفتول العضلات،، أن يضع أمام باب محله مزهريات أو يعلق شعارا يرحب بالزبون أو على الأقل يوزع ابتسامة ولو فوق القلب، في شهر يفترض أن يتدافع فيه الناس على فعل الخير،، أو من باب أضعف الإيمان الامتناع عن فعل المنكر. للأسف كم من شخص يتظاهر بالتنظيف والتزيين لكنه يلطخ ويلوث المكان أكثر مما كان عليه، لأن العملية ذهنية بالأساس ترسم السلوك وليست مجرد حركات استعراضية فارغة.
سلوكات في قفص الاتهام
ينظف محلّه ويلطخ غيره . .
سعيد بن عياد
11
جويلية
2014