جدّد الرئيس عبد المجيد تبون، أمس، الحديث عن موقف الدّولة الجزائرية من القضيّة الفلسطينية، بما هي واحدة من الثّوابت الجزائرية التي لا يمكن التّنازل عنها، ولا التّراجع عن حقوق شعب جريح يعترف له العالم أجمع بحقوقه المغتصبة والظلم التّاريخي الذي يتعرّض إليه.
وإذا كان هناك من يدفعه “غروره” أو “طمعه” وأيّ مرض نفسي يصوغ مواقفه، كي يجعل من القضية الفلسطينية العادلة موضوع (بزنسة) رخيصة، فإنّ الجزائر التي عاشت ويلات الاستعمار، وذاقت مرارته، وكافحت ظلمه، لا يمكن أن تقبل لأيّ شعب كان، أن يتعرّض إلى الظلم، فما بالنا اليوم، والطغمة الصهيونية تنكّل بشعب كامل تحت أنظار العالم دون أن تجد رادعا، ولا حتى داعيا إلى الحقّ بأضعف الإيمان؛ لهذا، قالها الرئيس تبون جهورية قويّة، بلسان جميع الجزائريين.. على المجتمع الدّولي أن يتخلى عن سياسة المعايير المزدوجة وتحمّل مسؤولياته التاريخية والقانونية للضغط على المحتل كي ينصاع للشّرعية الدولية.. وليس من مطلب عادل أفضل، يستعيد للإنسان معناه الذي ضاع في حمأة الصمت الدّولي عن الجرائم الصهيونيّة.
ولعلّ كثيرا من “المغامرين” يعتقدون أن موالاة الصّهيونية، والصمت على جرائمها، تفيدهم نفعا، ولا يدركون أن الخير لا يمكن أن ينبع من قلوب قتلة الأطفال ومنتهكي الحرمات. أمّا الشعب الفلسطيني الصابر المجاهد، فهو لن ينكسر، وسيظلّ شامخا بفضل الأحرار الذين لا يتوانون عن قولة الحقّ، والتاريخ يشهد أن لا حق يضيع ووراءه طالب..
إن الموقف الذي عبّر عنه الرئيس تبون، أمس، جدير بالاحترام والتّقدير، وإن كنّا نعرف أنّه موقفه الثّابت على غرار جميع الجزائريين. فالموقف العادل وحده يحفظ للإنسان معناه، وللحق مركزه، وللحرية مقامها.. الحريّة بما هي حقّ جميع الشّعوب، دون استثناء الشعبين الشقيقين الفلسطيني والصحراوي.. حتى يكون المجد للإنسان..