حدث وحديث

عنف الاحتلال

فضيلة دفوس
26 نوفمبر 2021

عاد اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في نفس الموعد، وككل سنة تسابقت شاشات العالم المختلفة لتناول هذه الظاهرة الخطيرة، والبحث عن أسبابها وطرق معالجتها، لكن ما استوقفنا ونحن نتابع بعض ما تمّ عرضه من حصص وحوارات وربورتاجات بهذه المناسبة، أن معالجة هذا الحدث ما زالت نمطية ومحصورة في دائرة العنف الذي يمارسه الرجل ضد المرأة وبالخصوص في بلاد المسلمين، حيث تستغل العديد من الأوساط الإعلامية الغربية الفرصة لتشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف وإلصاق ظاهرة العنف به، استنادا إلى سلوكات وأفعال شاذة يرتكبها بعض المحسوبين على الإسلام، وتتغافل هذه الأوساط بما لها من قوة انتشار وتأثير، عن الالتفات الى ظاهرة العنف الذي يطال المرأة الواقعة تحت الاحتلال، والذي يتخذ أشكالا رهيبة يعجز العقل عن تصورها واللسان عن ذكرها.
لا أحد للأسف الشديد توقّف عند العنف الممارس ضد المرأة الفلسطينية من طرف الاحتلال الإسرائيلي أو بسببه، لا أحد تجرّأ وتحدّث عما تعانيه هذه المرأة المقاومة، على يدّ الجلاد الصهيوني الذي استباح أرضها وحريتها وأمنها، فهو لا يتردّد في قتلها بدم بارد إن هي وقفت تصده عن تهديم بيتها أو اعتقال ابنها أو حتى اقتلاع شجرة زيتونها.
المرأة الفلسطينية، ومنذ أن احتل بنو صهيون أرضها قبل أزيد من سبعة عقود، وهي تعاني الويلات، لا لسبب، إلا لأنها تتشبّت بأرضها وتقاوم - حتى بسلاح الولادة - سياسة العدو الذي يريد كسب معركة الديموغرافيا وإفراغ فلسطين العربية من شعبها بالقتل والتهجير.
العنف الممارس ضد المرأة الفلسطينية من طرف الاحتلال الصهيوني، غاب تماما عن شاشات الدول التي تزعم حماية حقوق الإنسان، كما غاب تماما العنف الذي يمارسه الاحتلال المغربي ضد المرأة الصحراوية، فلم اسمع صوتا يذكر بما تعانيه مثلا، المناضلة سلطانة خيا وعائلتها من بطش وتنكيل وصل حدّ الاغتصاب لأنها فقط أصرت على رفع علم بلادها وطالبت باحترام قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
على خطى الصهاينة، يتبنى الاحتلال المغربي نهج العنف والترهيب ضد النساء الصحراويات لإرغامهن على القبول بالأمر الواقع والرضوخ لسلطته، وهو لا يتوانى عن ممارسة أقذر أنواع التعذيب التي بما فيها الاعتداءات الجنسية، لإسكات صوتها والمفارقة العجيبة أن لا احد توقف عند ما يحصل للمناضلة خيا من عنف، وهذا أمر اعتاد عليه الإعلام الغربي الذي ينتقي مواضيعه استنادا إلى مبدأ المكيالين والمصالح الخاصة، وبالنظر الى هذه المعالجة الإعلامية العرجاء وغير العادلة، يمكننا أن نؤكد بأن ظاهرة العنف ستظل في تزايد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024