حدث وحديث

مرحـلـة الحسـم

فضيلة دفوس
20 نوفمبر 2021

دخلت عملية الإعداد للانتخابات الليبية مرحلة العد العكسي، إذ لم يعد يفصل الليبيين عن موعد استحقاقات 24 ديسمبر المقبل غير شهر وأيام معدودة على أصابع اليد الواحدة.
وبالرغم من أنّ هذه المرحلة هي بنظر كثيرين مجرّد حلقة في مسار العملية السياسية الذي كان شاقّا وطويلا، إلاّ أنّها في واقع الأمر تعتبر مصيرية وعلى ضوء نجاحها يتوقف مستقبل ليبيا التي تتطلع إلى طي عقد كامل من الفوضى والاضطرابات والتدخلات الخارجية، وتنشد إعادة الأمن والاستقرار، ورأب الصدع الذي كاد ينسف وحدتها الترابية والشعبية.
قطعت ليبيا منذ 2011 أشواطا صعبة كثيرة بداية بوقف الاقتتال، وتعيين سلطة مؤقّتة تسيّر المرحلة الانتقالية، وانتزاع اعتراف دولي بحتمية إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، ثم وهو الأهم، تحديد موعد إجراء الانتخابات التي تعتبر بالفعل امتحانا حاسما بكل المقاييس، واجتيازه بنجاح، يتطلب توفّر عدد من الشّروط المفصلية، لعل أهمها هو التوفيق في اختيار المرشّحين للسباق الرئاسي، لتسهل مهمة الناخب الليبي يوم توجّهه إلى مكاتب الاقتراع، فيجد أمامه متنافسين نزهاء قادرين على أداء المهمة وقيادة البلاد إلى برّ الأمان، وساعتها أيّا كان الفائز، فليبيا تكون قد انتصرت على أزمتها، ووضعت قدمها على الطريق الصحيح.
لكن على الرغم من أنّ بلوغ ليبيا مرحلة تسجيل المرشحين للمنافسة الرئاسية يثير كثير من الغبطة والسرور، على اعتبار أنّ هذه العملية هي مؤشر عن قرب الخروج من النفق المظلم، إلا أن مخاوف كثيرة تثيرها عقبات الأمتار الأخيرة، فبلوغ نقطة الوصول إلى الهدف المنشود دون مشاكل، يستدعي اختيار مرشحين لم يكونوا طرفا في الأزمة أو احد عوامل فوضى العقد الماضي، وأكثر من ذلك، لم تتلطّخ أيديهم بدماء الليبيين، لهذا، المسؤولية الأكبر ملقاة  أوّلا على مفوضية الانتخابات لانتقاء مرشحين لا تشوبهم شائبة، وثانيا، على الناخب الليبي الذي عليه اختيار الرجل الجامع الذي بإمكانه أن يعيد بناء ليبيا قوية وموحدة.
وبالرغم من صعوبة المرحلة، فالأمل كبير بمقدرة ليبيا على تجاوز كل العقبات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024