ممارسات مرفوضة

يقف المرء  حائرا أمام سلوكات البعض من بائعي الفواكه ،سواء على مستوى المحلات أو الشاحنات الصغيرة التي تتوقف في الاحياء، وهذا باصرارهم على بيع عيّنات فاسدة من بضاعتهم للمستهلك ،بالرغم من الملاحظات التي يبديها هذا الأخير إلا أنه يجد عددا منها لايصلح للأكل وعليه رميها بمجرد أن يطلع على كيسه عند وصوله إلى بيته.
ويوميا تسجل مناوشات حادة بين هؤلاء الباعة والمشترين الذين يرفضون أن يفرض عليهم هذا المنطق أي أخذ فاكهة فاسدة رغما عنهم.. إلى درجة أن يعيد المواطن تلك الكمية إلى صاحبها يتبعها الكثير من الكلام غير اللائق بين الطرفين.. يحرج بقية الناس في ذلك المكان سواء في السوق أو في الحي.
ومن أغرب الأمور هنا،، هو أن صاحب تلك الفاكهة يحلف بأغلظ الأيمان بأنها جيدة،، وصالحة للأكل في حين أن معاينتك تؤكد عكس ذلك،، وعندما تستفسره في الأمر يقول لك بأنه اشتراها كما هي،، وعليه بيعها كما هي دون مراعاة حد أدنى من احترام الغير،، بمعنى عدم تمرير أو تسريب له «حبات» غير جيدة في الكيس،، لكن لاحياة لمن تنادي،، فقد اشتكى العديد من المواطنين بأنهم تعرضوا إلى تعنيف لفظي عندما حاولوا لمس المنتوج من «عينة» أو «برقوق» أو «نكتارين» أو «باكور» أو «خوخ» من طرف هؤلاء الاشخاص،، وهذا بعبارات نابية،،، وكلام فاحش أحيانا ويصل الأمر في بعض المرات إلى مشادات بالأيدي،، عندما يرفض المستهلك عدم التنازل عن حقه.. ووقوفه الند للند أمام هؤلاء مدافعا عن حقه في شراء مالذ وطاب له،، «بدراهمو» غير أن التجار لايريدون ذلك،، بل يفضلون أخذ الصالح والطالح دون الاحتجاج على ذلك.
وهذه الظاهرة للأسف تزداد انتشار في الوسط الاستهلاكي.. تمسح على باقي المواد الأخرى كالخضر مثلا،، التي تزين مقدمة الطاولة بأحسن النوعية،، وكل ماهو رديء يوضع أمامه كي يقدم للمستهلك وكلما حاولت دعوته إلى وضع البعض من النوعية الجيدة في الكيس تثور ثائرته،، ليصل به الأمر إلى إظهار سلوكات غير حضارية،، كمطالبة الشخص الذي أمامه بالذهاب إلى الشراء في مكان آخر،، دون استحياء من سنه أو احترام لهيبته،، أو الرمي بكفة الميزان جانبا كاحتجاج على مطالبة الزبون بالنوعية،، هذا هو حال هؤلاء التجار الذين حوّلوا هذه المهنة إلى «بزنسة» يصعب إعادتها إلى سكتها الحقيقية التي كانت تعتمد على مقولة «الزبون هو الملك».