في وقت كان الناخب الوطني جمال بلماضي يركز مع كتيبته لخوض غمار تصفيات كأس العالم قطر 2022، مباراة بمباراة وفي هدوء، مع احترام جميع المنافسين، اختار المدير الفني للمنتخب البوركينابي»كامو مالو» أسلوب الحرب الكلامية، عساه أن يؤثر على محاربي الصحراء، متناسيا أن المواجهة تحسم فوق المستطيل الأخضر، لا بالتصريحات المستفزة.
وصل المنتخب البوركينابي إلى الجزائر 24 ساعة قبل المباراة، في رحلة غريبة قادمة من مملكة السحر والشعوذة، بوفد ضخم ضم حوالي 88 فردا بين لاعبين وطاقم فني وطبي ومسيرين وربما حتى مشعوذين، حسب ما تم تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.
واستمر الضيف في استفزازاته، في محاولة للبحث عن أي حجة يوظفها ضد الجزائر، كيف لا وقد وصل في رحلة فجائية، حيث لم يتم إخطار المسؤولين الجزائريين بتاريخ وصولهم، من أجل وضع الترتيبات اللازمة لاستقبالهم. كما قاطع المدرب المثير للجدل «كامو» الندوة الصحفية المقرر أن يعقدها قبل المباراة، وهذا حسب ما تنص عليه لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، مما سيعرضه لعقوبة مالية آلية. وواصل في استفزازاته عند الوصول إلى ملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة لإجراء الحصة التدريبية على الملعب الرئيسي، حيث رفض لاعبوه الدخول إلى غرف تغيير الملابس، مفضلين- عن قصد- التبديل على أرضية الميدان، على الرغم من أن غرف حفظ الملابس كانت في أبهى حلة ومجهزة وفق المعايير التي تنص عليها قوانين الكاف والفيفا.
لقد وفرت الجزائر للمنتخب البوركينابي كل شيء، واستقبلتهم أحسن استقبال، غير أن الكلام كان فوق الميدان، حيث تأهل المنتخب الوطني على رأس المجموعة الأولى المؤهلة للمباراة الفاصلة في الدور الثاني من التصفيات، في حين أقصي المنافس وخرج المدرب «كامو مالو» مهزوما ولسان حاله يقول: ليتني ركزت على عملي، أحسن من الثرثرة والاستفزازات التي لا تنفع يوم الحسم.
فهل استخلص الدرس؟.