كثّفت دول من العالم، لاسيما الكبرى منها، اجتماعاتها خلال هذه السنة لمناقشة قضية التغيرات المناخية والتي من الممكن أن ترهن مستقبلنا على كوكب الأرض وأن تخلق صراعات جديدة ذات طبيعة مختلفة.
تعد قمة غلاسكو، التي عقدت خلال الأيام الماضية، في دورتها السادسة والعشرين والمندرجة ضمن سلسلة الاجتماعات السنوية أحدث هذه اللقاءات وحضرها ممثلون عن 198 دولة، حيث يرى فيها الكثيرون أنها الأكثر أهمية هذه السنة، نظرا لصدور تقرير علمي رئيسي للأمم المتحدة يحذر من أن مؤشر تغير المناخ بات “باللون الأحمر” وهو ما يرمز للخطورة القصوى وأن ارتفاع درجة حرارة الأرض بدرجة مئوية واحدة مستقبلا من شأنه أن يؤثر على حياة ملايين البشر.
إن التغييرات المناخية وتداعياتها أصبحت حقيقة علمية وواقعا معيشا، لكن على الدول الكبرى الملوثة للعالم أيضا أن تتحمل مسؤولياتها.
فما تفرزه المصانع في بلاد العم سام مثلا، يمكن أن يؤثر على التساقط في الجزائر أو في أيّ مكان آخر من العالم مسببا جفافا حادا.
إن تقييم الأخطار والمشاكل ومن المتسبب فيها يجب أن يكون موضوعيا ودقيقا.
أمريكا التي تستهلك أكثر من 18 مليون برميل من النفط يوميا و700 مليار متر مكعب من الغاز وآلاف الأطنان من الفحم الحجري، تعتبر الملوث رقم واحد للعالم، إضافة إلى أوروبا والصين.
فالدول النامية الأقل تلويثا للجو، تؤكد الدراسات أنها الأكثر تأثرا بالتغييرات المناخية. فمثلا الدول العربية أصبحت تعاني من موجات جفاف طويلة ومتكررة وهذا ما وقع في الجزائر خلال السنة الحالية، مما خلق مشاكل متعلقة بتزويد المواطنين بالمياه الصالحة للشرب والأمر أخطر في منطقة الخليج العربي.
لهذا، فمشكلة المناخ لا يمكن أن ينظر لها من زاوية الدول الكبرى فقط. على الدول النامية أن تنسق جهودها لتؤدي دورا أكثر فاعلية في هذا الملف، بما يخدم مصالحها والجزائر معنية بهذا أيضا.