يوجد السودان في الوقت الراهن في منعرج مفصلي وحسّاس، لأن الأزمة السياسية التي عصفت باستقراره مقلقة وكشفت عن حجم المخاطر التي تتربص بأمنه ومستقبله، في وقت جميع السودانيين متعطشين للاستقرار، ويتوقون لرؤية بلدهم الذي عانى طويلا من مؤامرات خارجية هدامة، آمن وهادئ وموحد ويعيشون فيه بحرية وكرامة ورفاه، لأنهم في الوقت الراهن يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من مغبة أي إنزلاق يكلفهم فاتورة لا تقدر بثمن.
بإمكان السودانيين التحكم في زمام الأزمة ومنع إنفلاتها وقطع الطريق في وجه من يصعد نحو توتر الوضع، لأن حتمية التحول الديمقراطي قاسم مشترك بين جميع مكونات المجتمع السوداني سواء كانوا مدنيين أو سياسيين أو عسكريين، ولعل في مثل هذا الظرف الحرج سيكون تحكيم العقل وتسبيق مصلحة الوطن نصب أعين الجميع، لذا لا غرابة أن نقف في الأيام المقبلة على رؤية انقشاع ضبابية ما يعكر الوضع بالسودان، وبالتالي العودة إلى مربع التوافق ومن ثم حماية المسار الديمقراطي من الانحراف عن المسار الصحيح.
جميع القوى السودانية ينتظر منها الخروج بخارطة طريق تضع حدا نهائيا للخلافات وتذلل الصراعات بهدف دخول جميع الأطراف في حوار حقيقي مفتوح تسوده الشفافية ويناقش أهم الملفات المختلف حولها، وفوق ذلك يدرس القضايا المصيرية ويعبد طريق التحول الديمقراطي، لمنع حدوث أي إنسداد جديد في المستقبل عبر التعجيل بإجراء انتخابات ترضي عمليتها ونتائجها الجميع بهدف التفرغ لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب السوداني في البناء والتغلب على التحديات الاقتصادية والمحافظة على الاستقرار الأمني والأهم من كل ذلك التوافق ووحدة الصف السوداني من الانقسام والتشرذم.
ويتوقع الكثيرون خلال أيام قليلة أن تعود المياه إلى مجاريها ويطوي السودانيون صفحة أخرى من الاضطراب، لأنه برصيد السودانيين الكثير من الدروس القاسية التي تجعلهم يسبقون الحلول السلمية حفاظا على وطنهم وتجنبا للوقوع في فخ المصير المجهول.