حال الدنيا

مخزون استراتيجي

علي مجالدي
08 نوفمبر 2021

بلغت أسعار البطاطا هذه الأيام مستويات قياسية لم تعرفها هذه المادة الاستراتيجية منذ سنوات، حيث قدرت بـ150 دج للكيلوغرام الواحد في أسواق التجزئة.
وتُعدّ هذه المادة أهم محصول غذائي بعد القمح في الجزائر، كما أنها غذاء أساسي لأكثر من مليار شخص على مستوى العالم بحسب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
ارتفاع الأسعار كُلٌّ فسَّره حسب منطقه الخاص، فالبعض أرجعه للمضاربة ونقص المعروض، والبعض الآخر ربطه بموجة التضخم التي تعرفها الجزائر وهي امتداد لموجة التضخم العالمية، حيث شهدت أسعار المواد الأولية والنقل البحري ارتفاعا كبيرا بسبب تداعيات جائحة كورونا.
تتعدد الأسباب والمشكلة واحدة، وحلها يكمن في عدم تكرار أخطاء الماضي، فلو عدنا سنوات قليلة إلى الوراء، حيث كان الفلاحون في وادي سوف وبقية مناطق الوطن المشهورة بزراعة البطاطا يتكبدون خسائر فادحة والسبب وفرة المنتوج وعدم القدرة على تصريفه!
وعرفت الجزائر في العقد الأخير طفرة في مجال الفلاحة بلغت العام الماضي مستويات مشجعة، حيث قدر الإنتاج الفلاحي في الجزائر سنة 2020 بـ25 مليار دولار ما وضعها في الرتبة الثانية إفريقيا وعربيا بعد مصر، لكن هذه الطفرة لم يواكبها تطور في طرق التسيير، سواء لضبط الأسعار أو حماية الفلاح من أي تقلبات يعرفها السوق.
وتكوين مخزون استراتيجي من البطاطا مستقبلا تشرف عليه الدولة كما هو معمول به مع القمح حاليا لتأمين التقلبات غير المتوقعة مثل الهبوط المفاجئ في الإنتاج المحلي أو تأخره والكوارث الطبيعية والمتغيرات المناخية، والاحتفاظ بقدر من المخزون يكفي لتغطية شهر أو شهرين من الاستهلاك المحلي مثلا، بما يسمح بالتعاقد على استيراد تلك السلع وضمان تغطية الاستهلاك المحلي لحين وصول القدر الكافي، مع الحفاظ على الأسعار متوازنة في السوق وعدم التأثير على القدرة الشرائية للمواطنين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024