حدث وحديث

الواقعية

جلال بوطي
07 نوفمبر 2021

 تقودنا الأسباب الحقيقيّة التي أدّت إلى استقالة المبعوث الأممي السّابق إلى الصّحراء الغربية الرّئيس الألماني السابق هورست كوهلر، إلى استشراف مهمّة المبعوث الجديد ستيفان دي ميستورا ومآلات مهمّته في ظل تصعيد غير مسبوق بين طرفي النّزاع، الاحتلال المغربي وجبهة البوليساريو منذ خرق اتّفاق وقف إطلاق النار نوفمبر الماضي، وتطبيع المغرب مع الكيان الصّهيوني.
المبعوث السّابق كوهلر قدّم في مستهل مهمّته خطّة مميّزة لم يسبقه لها أي من المبعوثين السّابقين السبعة، بلجوئه إلى اختيار تواجد مكتبه في العاصمة الألمانية برلين بدل نيويورك، وذلك بهدف الاستقلالية التامة عن الأطراف الفاعلة، ولتمكين فريقه من الاطّلاع عن كثب لحيثيات النّزاع وأبعاده عن لوبيات الاحتلال المتراكمة في فضاء الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وفي ظرف وجيز، تمكّن الدبلوماسي الألماني المحنّك إلى التقريب بين وجهات نظر البوليساريو والمغرب بقبول المحادثات، توّجت بالجلوس على مائدة مستديرة في العاصمة جنيف عام 2019 بعد سنوات من القطيعة والجفاء، ميّزها تشبّث الطّرفين بمقترح مختلف لحل نزاع الصّحراء الغربية رغم تمسّك البوليساريو دوما بخيار السّلام.
إلاّ أنّ تعنّت الطّرف المغربي وتهرّبه من اللوائح الشّرعية التي أقرّتها الأمم المتحدة ستينيات القرن الماضي، والتي كان الملك الحسن الثاني قبل بها وأقرّها قبل قبوله توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع البوليساريو في 1991، أنهت مهمّة المبعوث السّابق هورست كوهلر، الذي قال في أول لقاء له مع قيادة البوليساريو والشّعب الصحراوي أنّه لا يملك عصا سحرية لحل النزاع.
أما وأن النّزاع قد دخل أخطر مرحلة في تاريخه، زاد مجلس الأمن من حدّتها، بانحيازه الواضح للاحتلال دون مبالاة لعواقب القرار 2602، فإنّ مهمّة المبعوث ستيفان دي ميستورا يتخوّف أن لا تأتي بثمارها المرجوّة، في ظل محاصرتها بنوايا غير بريئة.
لعل الهدف واضح يكمن في الالتفاف على حق الشّعب الصحراوي في تقرير مصيره، وإعادة النّزاع إلى مربّعه الأول، وهو ما تراه الأمم المتحدة قريبا، في حين تراه البوليساريو صعبا ومحفوفا بالعراقيل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024