ما يلفت الانتباه في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل على شاشات بعض القنوات الجزائرية، هو الهرج والمرج الذي تتميز به برامجها المخصصة لشهر تجتمع فيه العائلة أمام التلفاز، بحثا عن أعمال فكاهية وتاريخية ودرامية للاستفادة والترفيه والمتعة.
تعدّد القنوات من المفروض يفتح المجال لتقديم أعمال تكون في مستوى تطلعات المشاهد، ويخلق تنافسية تعتمد على النوعية والاحترافية لاستقطاب أكبر قدر ممكن من المشاهدين داخل وخارج الوطن، لكن يبدو أن بعض القنوات همّها ملء برامجها دون أدنى احترام للمشاهد، وإلا كيف نفسّر بثّ أعمال سميت بالضخمة والمسلية، وخصصت لها حملات إشهارية كبيرة قبل رمضان، لنجدها في الأخير أعمالا لا هي بضخمة ولا هي مسلية ولا حتى مشوقة أو هادفة، بل مبكية ومملة؟!
فعندما تتجرّأ قناة على بث عمل قيل عنه إنه “كاميرا خفية ممتعة”، مشاهده من البداية إلى النهاية صراخ وعويل وفزع، فهو الجنون بعينه، يطرح علامة استفهام كبيرة عن المعيار الذي استندت عليه لبث هذا النوع من الأعمال، الذي يستخفّ بالدين.
ولما تبث قناة أخرى عملا صُوّر في بلد آسيوي، قيل إنّه “أضخم كاميرا خفية”، كل لقطاته عنف وترهيب إلى حد الموت، فهي الكارثة بعينها، والأدهى أنّ المشرفين اختاروا له توقيت بعد الإفطار مباشرة، أين يكون فيه كل أفراد العائلة مجتمعين أمام الشاشة بمن فيهم الأطفال، والأغرب في كل هذا أنّهم لم يكلّفوا أنفسهم عناء وضع إشارة أو تحذير للمشاهد على أن العمل يحمل مشاهد عنيفة.
هذه أمثلة قليلة من أعمال كثيرة، يمكن تصنيفها في خانة الاستخفاف بعقول المشاهدين الجزائريين من طرف بعض القنوات التي ظهرت مؤخرا، والتي كان يُعلّق عليها المواطن كل آماله لتكون فضاءً للإبداع وتشجيع المواهب والطاقات، وتقديم إنتاجات وأعمال وطنية ذات نوعية، تحترم الأخلاق والعادات والتقاليد الجزائرية، خاصة في شهر رمضان المعظم، فإذا به يجدها تتفنّن في تشجيع الرّداءة وفتح المجال لبثّ أعمال منحطّة ومملّة بلا رسائل ومضامين هادفة.
الرّداءة
محمد مغلاوي
06
جويلية
2014
شوهد:702 مرة