في الجزائر الثورة لا تهدأ، لا تتوقف وقيمها لا تنحسر أو تنمحي، يتجلى ذلك عندما نرى أن الجزائر لا تزال تدفن شهداءها ليوم الناس بشكل يتجلى من خلاله عمق وعظمة تضحيات شعبنا المجيد خلال ثورة الفاتح من نوفمبر وسبع سنين ضروس تلته أذاق فيها الوطنيون الأحرار أعتى وأشد أنواع الإستعمار وحشية وهمجية الويل والثبور حتى خضع تحت إرادة شعب لا تقهر ولملم إرهابه الهمجي وشذاذ الأفاق ولصوص الأرض ليغادر مدحورا أرض الجزائر.
الجزائر المجيدة دولة عظيمة بامتدادها التاريخي وعزة شعبها البطل، لكن الأمجاد لا ينبغي أن تتوقف وعظمة التاريخ يجب أن تبقى مستمرة بالتحدي والنهوض والسعي الحثيث نحو بناء الدولة القوية المنشودة في شتى القطاعات الاستراتيجية، لتستمر مسيرة المجد في ميادين هي ساحات معارك عالم اليوم، إنه الاقتصاد.
إننا اليوم أمام ثورات أخرى يجب أن تندلع وتنطلق بلا هوادة، ثورة الفكر والعلم، وأن نتمكن من ناصية التقانة والتكنولوجيا، والعلم المعاصر وأحدث منتجات العقل البشري من علم وفكر. كما ينبغي أن نضاهي الأمم الأخرى في تحويل المادة الرمادية لسلاح منتج وثروة فعالة لتطوير بلادنا واقتصادنا وتيسير حياة شعبنا، بشكل سطر له السبيل جيل نوفمبر.
ما يحدث في العالم من نهضات وصعود لأمم كانت فقيرة ومتخلفة وأضحت اليوم قوى اقتصادية مشهودا لها، يدعو لمراجعة الحسابات بشكل حاسم واقتفاء أثر النماذج التي نستفيد منها ولا نحاكيها في سبيل التطور والنهوض وفق وضعنا الحالي وضرورات حالنا ومواردنا.
أضحى الإستقلال الإقتصادي ضرورة قصوى، بينما بلدنا حباه الله بطاقات عظمى وثروات ومناخ متنوع وتعداد سكاني أغلبه شباب؛ مزايا تدعو لأن نستثمر مواردنا هنا عوض تصديرها مواد خام، وكان للجزائر في فترات سابقة بعيد الاستقلال تجارب في الصناعة والعلوم.
إننا بحق بحاجة لنوفمبر آخر يحي فينا قيم العمل والجد والوفاء وترقية الإقتصاد وتطوير البنية التحتية وتعزيز مكانة بلادنا ودورها في عالم متغير ومتطور.