إنّ الكلام عن التاريخ الثوري الجزائري يقودنا مباشرة لاستحضار جرائم فرنسا الاستدمارية، التي ارتكبت أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية ضد الشعب الجزائري. فرنسا التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، تاريخها وماضيها ملطخ بدماء ملايين الجزائريين على مدار أكثر من قرن وربع قرن.
فرنسا الاستدمارية انتهجت سياسة الأرض المحروقة ومارست الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد أبرياء عزّل في المدن والقرى والأرياف والمداشر، هل تعلمون لماذا فعلت هذا؟ لسبب واحد ووحيد ألا وهورفض الشعب الجزائري لعبارة “الجزائر فرنسية” وانتفض في وجهها وقال أنّ الجزائر جزائرية ولا يمكن أن تكون يوما فرنسية.
فرنسا التي تتغنّى بمبادئ ثورتها “الحرية والعدالة والمساواة “، وتتشدق بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، هي نفسها فرنسا التي تستعمر الشعوب وتنهب الثروات وتقتل وتذبّح وتهجّر السكان والأهالي، وأحداث التاريخ شاهدة على ذلك في مستعمراتها بإفريقيا وآسيا و..ولعل ما قامت به في الجزائر، منذ 1830 إلى غاية 1962، يختصر كل شيء ويفنّد الأطروحة الأولى التي تزيّن الصورة الفرنسية.
فرنسا التي تدّعي الديمقراطية وحقول الإنسان لما دخلت الجزائر بنية استعمارية – استدمارية، انتهجت كل الأساليب الاستعمارية في حق أبرياء عزّل، ذنبهم الوحيد أنهم قالوا الجزائر وطننا والإسلام ديننا والعربية لغتنا، وفرنسا “ الديمقراطية الحقوقية “ كانت رافضة لذلك أشدّ الرفض !
وإذن، من خلال تتبع واستحضار محطات التاريخ، يمكن الجزم بأنّ ممارسات وجرائم فرنسا الاستدمارية في الجزائر، تمثل وتشكل أبشع أنواع الاستعمار في حق الشعوب والمستعمرات، كيف لا وقد مارست فيه أندى وأقبح وأبشع الممارسات من إبادة جماعية وتطهير عرقي وتجارب نووية ووو...في حق الشعب الجزائري.
إنّ فرنسا هي آخر من يحق لها التحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، اليوم، لأنّ ماضيها وحاضرها أسودين.