كل عام وفي نفس الفترة تقريبا تتساقط أمطار غزيرة كما سجلت مؤخرا، وتخلف ما تخلفه من خسائر مادية وضحايا في بعض الأحيان، لكن لماذا لم تهيئ السلطات المعنية نفسها لمثل هذا الظرف المناخي المتكرر المرتقب وفقا للأرصاد الجوية؟.
بضع دقائق كانت كافية لتغرق الشوارع والطرقات وتشل حركة المرور وتقطع الطرق الرابطة بين الولايات التي شهدت هطول أمطار غزيرة، لم ننته بعد من آثار حرائق الغابات وما خلفته من خسائر، لتجود السماء بماء منهمر جرف كل شيء حتى الموتى من قبورهم في بلدية عين البنيان (غرب العاصمة)، حسب الفيديو الذي تناقلته الوسائط الاجتماعية، بالإضافة إلى الحائط الكبير الذي سقط أرضا بأحد الأحياء، ومن لطف الله أنه لم يقع على أحد المارة.
لماذا تقدم الأرصاد الجوية نشريات خاصة، بالمقابل، لا تؤخذ التدابير اللازمة الاستباقية لمثل هذه الفيضانات المتكررة كل سنة ؟ لماذا الانتظار دائما حتى حلول الكارثة للتدخل والقيام بالحلول الترفيهية “بريكولاج”، سئمنا ونحن نعيد في كل مرة نفس الملاحظات ونفس الانشغالات ونؤكد على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة تحسبا لفصل الشتاء.
منذ سنوات والتنديد بسياسة الترقيع قائم، وإيجاد حلول جذرية للمشاكل المطروحة، بما فيها مشكل الفيضانات، حتى لا تسجل الضحايا، ولكن في الأيام الممطرة الأخيرة، عاش سكان الأحياء القديمة في العاصمة على غرار حي القصبة العتيق مثلا حالة ذعر شديد خوفا من سقوط المباني على رؤوسهم، وهم ينتظرون الترحيل منذ مدة، فإلى متى يبقى “البريكولاج” هو الحل؟.