بدأ العد التنازلي للانتخابات المحلية، وبدأ معها الحماس لدى الشباب الراغبين في خوض هذا المعترك الانتخابي، مستفيدين من الإجراءات والتسهيلات لفائدة المترشحين، وتشكل هذه الشريحة نسبة كبيرة منهم تطمح للتموقع في المشهد السياسي الجديد.
وإذا كانت بعض ملامح التشكيلات السياسية التي تتربع على المجالس الولائية والبلدية بعد إعلان انسحاب بعض الأحزاب ذات “التوجه الإسلامي” من هذه الانتخابات وكذا حزب العمال، إلا أنّ الأمر لا يهم بالنسبة للشباب كون الاختبارات لديه عديدة، ويريد اغتنام هذه الفرصة ليثبت نفسه في تسيير الشأن المحلي، لأنّ المحليات بالنسبة له “حاضنة” يمكنها أن تنتج مسيرين قادرين على الاستجابة للانشغالات المواطنين وإيجاد حلول لها، على اعتبار البلدية أقرب سلطة بالنسبة للمواطن.
هي إذن “حاضنة” ينتظر أن تساهم في تكوين مسيرين “نزهاء” لم تتلوث أيديهم ولا سيرتهم الذاتية بقضايا فساد، التي لم تسلم منها البلديات، وعليهم أن يكونوا قادرين على تسيير القضايا المحلية، وتحقيق التنمية التي حرمت منها العديد من البلديات خاصة المتواجدة في المناطق الداخلية، التي عانت ويلات الفقر والبطالة والتهميش، والتي أدت احتجاجات، عبر من خلالها المواطنون عن فشل القائمين على الشأن المحلي في إيجاد حلول لانشغالاتهم، والتي كثيرا ما تم استغلال هذه الوضعيات سياسيا من قبل البعض واستخدمها البعض الآخر لزرع الفوضى لتحقيق أهداف معيّنة.
وقد تساهم الانتخابات المحلية المرتقبة إلى حد ما في إيجاد من بين الشباب من هو أهل للمسؤولية علما ان البلدية هي اول درج في هذا السلم “ أي المسؤولية “ ، كما انها ليست فرصة للظفر بالمناصب ، وإنما هي امتحان لكفاءتهم العلمية ونزاهتهم الأخلاقية، أن كانت تكفيهم لممارسة مسؤوليتهم ، فهل سينجح الشباب في هذا الاختبار الصعب؟.