قوة التأثير الذي تحدثه الصورة اليوم وصلت إلى سقف مخيف.. نظرا لما تحمله من قيم معينة.. سواء استهلاكية أو صحية.. وقد تكون عكس ذلك إذا أخطأ المتلقي بالوقوع في فخ كل ما يبث له لساعات طويلة عبر قنوات عديدة كل واحدة حسب اختصاصها.
وفي كثير من الأحيان.. يسجل تداخل ملموس بين كل ما هو ذو طابع استهلاكي وطبي.. وهذا الجمع في الومضات الإشهارية يعد خطرا محدقا بالمواطن.. كونها تخلط بين مهمتين حيويتين.. فلا يعقل مثلا أن تسعى البعض من العلامات القول بأن الزيت الفلانية لا تسبب الكوليسترول أو خالية من مواد معينة لا تؤثر في صحة الإنسان.. أو إظهار بأن «الياغورت» يزيل أوجاع القولون…
قلنا هذا من باب التذكير فقط حتى لا نورد الأمثلة الأخرى التي لا تعد
وتحصى.. في باب الإشهار الصحي الذي يسمح بأن يدرج ضمن التوجه التجاري المحض.. وإلا سيتحول الأمر إلى فوضى يستحيل التحكم فيها.. إن لم تكن هناك آليات واضحة في هذا الشأن.. خاصة منها ذات الطابع الردعي.. التي تمنع بأن يفتح هذا القطاع للإعلان عن كل شيء.. قد يؤثر كثيرا على الناس.
وعندنا في الجزائر هناك محاولات في هذا الشأن، لكنها قليلة هي تحت المراقبة الشديدة لوزارة التجارة التي منعت في العديد من المناسبات صفحات إشهارية من مواصلة بثها كونها تجاوزت حدودا معينة.. كإحداث الخلط بين ماهو تجاري وصحي.. فمن الضروري في هذا الشأن أن تكون للمجلس الوطني للمنافسة كلمة صارمة في هذا المجال.. من خلال التدخل المباشر في حماية المستهلكين من كل هذا الضغط الناجم عن الإشهار المرئي خاصة.. علما أنه في أبجديات هذا الإختصاص هناك ما يعرف بـ «المنفعة العامة» الذي يتناول كيفية حماية الأشخاص من أمراض معينة وهذا من خلال دعوتهم لتلقيح أطفالهم.. وحمايتهم من الحرارة وأشعة الشمس.. والتقليل من حوادث المرور وغيرها.. كل هذا ينصب في نشاط ما يعرف بالإشهار الاجتماعي البعيد كل البعد عن كل ما هو تجاري.. كما نلاحظ يوميا عبر الركائز الإعلامية المرئية خاصة الأجنبية منها التي وصل بها الأمر إلى وضع قنوات مختصة في الأعشاب..
سلوكات في قفص الاتهام
بين ماهو تجاري.. وصحي!
جمال أوكيلي
04
جويلية
2014
شوهد:628 مرة