ها نحن نحي مجددا الذكرى ال52 لاسترجاع السيادة الوطنية، التي جاءت بدماء الملايين من الشهداء نساءا ورجالا، أطفالا وشيوخا . نستذكر تضحيات هؤلاء الذين فضلوا الاستشهاد بدل البقاء أذلاء تحت قيود الاستعمار الغاشم، الذي حاول منذ احتلاله الجزائر طمس هوية شعبها، ونأخذ العبرة من هؤلاء الشهداء والمجاهدين المخلصين الذين قدموا ما عليهم، فماذا عنا نحن، هل كنا فعلا أوفياء لرسالة الشهداء، وحققنا الشق الثاني من بيان أول نوفمبر 54 وهو البناء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية؟.
نحي هذه الذكرى العزيزة على قلوب الجزائريين، ونحن نفقد أحد أعضاء مجموعة ال22 التاريخية المجاهد محمد مشاطي الذي رحل عنا عشية ذكرى استرجاع السيادة الوطنية، ولم يشأ القدر أن يحيها معنا هذه السنة، ولهذا لا بد من جمع الشهادات من أفواه صناع الثورة الذين بقوا على قيد الحياة، كي لا نفقد أرشيفنا الوطني الذي يساهم في تدوين التاريخ.
إن ما نسمعه ونقرأه اليوم عبر وسائل الإعلام، من خلال التطاول على رموز الثورة الجزائرية ومحاولة تشويه صورتهم، يؤسفنا في الوقت الذي يجب أن نحافظ على ذاكرة الأمة من التزييف، وننقل رسالة الشهداء، بتدريس التاريخ الوطني بالمدارس بالشكل الصحيح الذي يرسخ في عقول التلاميذ والطلبة تاريخ أجدادهم.
وبالمقابل، ما يزال بعض الباحثين يشتكون من صعوبة الاطلاع على الأرشيف الوطني الذي في معظمه ما يزال حبيس أدراج المكتبات الفرنسية التي ترفض تسليمه، كي تبقى ذاكرة الأمة الجزائرية منقوصة.
لكن ما يثلج صدورنا ونستبشر به خيرا هو تصريح وزير المجاهدين الطيب زيتوني من منبر جريدة “الشعب”، باستكمال السجل الذهبي لكل ولاية للتعريف بنضالها، وكذا فتح أبواب المتاحف والمؤسسات التي تعنى بدراسة التاريخ أمام الطلبة والباحثين.
والأمر المهم هو عملية المسح الشامل لتسمية وإعادة تسمية الشوارع على مستوى الولايات والبلديات، والتي ستنتهي كأقصى حد في الذكرى ال60 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، حسب تصريح الوزير، وهذه خطوة إيجابية للمحافظة على ذاكرة الأمة وتمجيد بطولات رموزها.
مكاسب تحققت في انتظار المزيد..
سهــــــام.ب
04
جويلية
2014
شوهد:701 مرة