الحوادث التي خلفتها المفرقعات خلال المولد النبوي الشريف والمتكررة كلما حلت هذه المناسبة الدينية، تستدعي اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تتعدى محاربة الباعة الذين يعرضونها في الطرق والأسواق أمام مرأى ومسمع الجميع، إلى منع دخولها الى السوق، لأن السلعة كلما توفرت تغري المستهلك باقتنائها. غير أن هذه الحوادث، ليست وحدها التي تخلف خسائر وضحايا في بعض الأحيان.
في الجزائر كلما حل فصل من الفصول (ونحن على مقربة من دخول فصل الشتاء)، إلا وينتاب خوف وقلق مما تحمله الأمطار التي من المفروض أن نستبشر بها خيرا، فنحن نخاف سقوط المباني في الأحياء القديمة، وإذا ازدادت البرودة وانخفضت درجة الحرارة لما دون الصفر، وبينما يتأهب العالم لاستقبال موسم الثلوج وتشكيل مجسمات وتحف رائعة من الثلج والجليد، نجد أعوان الحماية المدنية في درجة تأهب قصوى ينتظرون ما ستخلفه عندنا، وبالفعل كلما تساقطت الثلوج إلا وهناك مناطق معزولة والجميع يأتي للمساعدة، فنفقد حلاوة الاستمتاع بالطبيعة.
حتى فصل الصيف له حوادثه الخاصة، حيث نعد في كل يوم من أيام هذا الموسم ضحية وأكثر ممن يغرقون في البحر من مختلف الأعمار. ولم يقتصر الأمر على الشواطئ، فحتى السدود نالت نصيبها هي الأخرى من حوادث الغرق. ضف إلى ذلك النيران التي تلتهم سنويا آلاف الهكتارات من الغابات، وخاصة الصائفة الماضية التي خلفت حرائقها ضحايا، آخرهم الفتاة التي لفظت أنفاسها في تركيا بعدما نقلت على جناح السرعة الى أحد المستشفيات هناك للعلاج.
فمتى يمكننا أن نحتفي بمولد نبوي شريف بدون حوادث، ونستمتع بصيف بدون غرق وحرائق وشتاء بدون فيضانات ومحاصرة بالثلوج؟.