أثمرت المقاربة الوقائية من كوفيد-19، المرتكزة منذ أن خيّم الوباء في مارس 2020، على تدابير احترازية، تطبيق للحجر الصحي موازاة مع استيراد ضخم للقاحات والوسائل الوقائية، تدعم بإنتاج لقاح كورونا، بداية الخروج من النفق باتخاذ السلطات قرار رفع الحجر الجزئي ليتحرر معه المواطن من حالة خوف مرعب، وتعود الحياة الطبيعية إلى مجراها، لكن بعيدا عن الاعتقاد بأن الخطر زال وأن عدوى الفيروس الغادر أصبحت من الماضي.
حقيقة المؤشرات الإحصائية تفيد بأن الوضع الصحي متحكّم فيه بفضل تضافر جهود الجميع، من سلطات صحية ومواطنين التزموا بعد تردد بقواعد الحيطة والحذر واتبعوا طواعية ورقة الطريق للنجاة من الفيروس، تم تطبيقها بمنهجية بيداغوجية طبعتها الليونة في فترات والصرامة في أوقات الذروة. ويرشح أن تتعزز المناعة الجماعية بفضل الرفع من وتيرة التلقيح، الذي يبقى، بشهادة أخصائيين، الوسيلة الوحيدة لصد الفيروس بمتحوراته الشرسة والخروج بذلك من دائرة الخطر.
هذا الأخير لا يزال يتربّص بالمجتمع، بحيث يقف الفيروس على مسافة قريبة من أي خلل في الوقاية أو تراخ في التدابير ليحاول التموقع مجددا في المشهد الصحي، حاملا كوابيس الرعب وأخبار الموت، عانى منها المواطنون لأشهر طويلة، قبل أن يقطع دابر العدوى بفضل انتهاج سلوكات متمدنة، عكست روحا عالية للمواطنة، تحتاج اليوم لان تتكرس أكثر لإبعاد الفيروس وشروره.
اكتساب المناعة الجماعية، عبر التلقيح مدعوما بالحيطة والحذر بالتزام القواعد الوقائية البسيطة، من ارتداء للكمامة والنظافة المستمرة والتباعد خاصة في موسم الأنفلونزا، مهمة جماعية تستوجب أن يقوم بها كل فرد حيثما كان وبحرص شديد لتأمين درجة السلامة الصحية التي تم قطعها بعد معاناة وتضحيات، اعتبارا أن مصير الفرد من مصير غيره، وأن المعركة تتطلب البقاء على درجة متقدمة من اليقظة لتأمين الخروج من دائرة الخطر.
وبالطبع بلوغ هذه المرحلة، التي هي في المتناول اليوم، من شأنه أن يعطي نفسا للحياة الاقتصادية والاجتماعية فيستعيد كل واحد موقعه في الساحة لتستأنف الدورة الاقتصادية بوتيرة أعلى تحقيقا للأهداف المشتركة المسطرة في ورقة طريق النمو بكل ما يعنيه من رفاهية وحياة كريمة.