بدأ الموسم الدراسي وبدأت معه رحلة البحث عن المدارس الخاصة التي تقدّم دروسا تدعيمية وأساتذة يقدمون هذا النوع من الخدمات للتلاميذ لمساعدتهم على التحصيل الجيد ورفع مستواهم التعليمي، ما يعني أن الأولياء سيتحملون متاعب مالية أخرى زيادة عن مصاريف السنة الدراسية الجديدة، وهذه حال أغلب الجزائريين (مرغم أخاك...).
هذا الواقع يدفعنا للتساؤل عن الطفرة التي حدثت خلال العشريات الأخيرة، تراجع كبير في التحصيل، برنامج دراسي يجمع الكلّ أن دروسه كثيفة، حتى طريقة التلقين ففيها ما يقال، ما يجعل الحاجة ماسة إلى دروس تدعيمية، لأن الأساتذة في المؤسسات التربوية بمختلف الأطوار أصبحوا يقدمون شروحات غير كافية لتساعد التلميذ على الفهم والاستيعاب، وأعذارهم في ذلك كثيرة، منها التوقيت الذي يجدونه غير كاف...
تذكرت سنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، حيث كان أساتذة يقدمون دروسا للتلاميذ بأساليب بسيطة يبذلون جهدا كبيرا من أجل أداء “رسالتهم” التربوية على أحسن وجه، بالرغم من مشكلة السكن التي كانوا يعيشونها والراتب القليل الذي كانوا يتقاضونه، بالرغم من ذلك لم تكن هناك إضرابات ولا احتجاجات، ولم يقصروا في أداء وظيفتهم النبيلة، ولم يحتاج التلاميذ إلى دروس خصوصية، فما الذي حدث؟
أصبحنا نحنّ إلى تلك السنوات، حيث كانت للدراسة نكهة، والأستاذ كاد بالفعل “أن يكون رسولا”، لأنه حينها كان ما يقوم به رسالة وليس وظيفة.