السيادة شرف لا يقبل التنازل ولا المساومة، هي خط أحمر لا يسمح لأيّ كان الاقتراب منه، لأن الثمن الذي دفعته الجزائر غال جدا وفاتورته ثقيلة كثقل الأمانة التي تركها الشهداء الذين وهبوا أرواحهم من أجل استرجاعها من المحتل المغتصب.
تجاوزت الجزائر الكثير من المحن وأحبطت الكثير من المكائد، سواء تلك التي في الداخل أو التي نسجت خيوطها من الخارج، وقد نفهم أن هذا الأخير لا يريد لبلادنا، وإن كانت هذه الأخيرة لا يؤمن بوجودها البعض، إلى زمن قريب بعدما فضحت الحرائق الأخيرة الأيادي التي تريد سوءاً لهذا البلد.
لكن الذي لا نفهمه كيف أن بعض الجزائريين الذين عايشوا المراحل الصعبة وعانوا من مرارتها، نسوا في حين غفلة كل تلك المآسي وانساقوا وراء أناس من بني جلدتهم يعيشون وراء الحدود، وأصبحوا “يعتنقون” أفكارا ومعتقدات خطيرة، فهذا يجند الشباب من خلال العالم الافتراضي ويبث فيهم كراهية الوطن، وآخر يبث أفكارا مسمومة وهو يجمع حوله “شلة” من طينته يريد فصل بعض ولايات الوطن ليكون رئيسا عليها، والأخطر أنه يأخذ الدعم من بلد كان في أمس غير بعيد محتلاّ غاشما لهذا الوطن.
لماذا كل هذه الضغينة التي يحملها هؤلاء للجزائر؟ عوض التكاتف والاتحاد لكسر شوكة أعدائها، يتعاونون معهم وهم يتقاضون تجاه ما يقومون به مقابل، هم يطبقون أجندات يقبضون أثمانها، فماذا يقبض أتباعهم؟ لا شيء، سوى أنهم يزرعون الفتن ليحصدوا الخراب، ولن تتحقق أهدافهم ما دام أن لهذا الوطن عيون ساهرة وأشخاص مستعدون للتضحية والموت ألف مرة ولا يداس شبر من هذه الأرض الطاهرة.