تتصدّر الجامعة المشهد مع مطلع الدخول الاجتماعي وقبله المدرسي لتبرز ضمن كوكبة محفّزات التغيير الذي تنهجه البلاد على درب البناء، معركة للعلم فيها القول الفصل، موازاة مع تداعيات العولمة الجارفة، لا يكبحها سوى اندماج كل الإمكانات التي تتوفر عليها الجزائر في ديناميكية التحوّل من بوابة العلوم.
لقد أظهرت الجامعة، بالرغم من نقائص هنا واختلالات هناك، قدرات كبيرة في مواكبة التغيرات ومواجهة التحديات، آخرها الأزمة الصحية جرّاء وباء كورونا، الذي وضع مواقع العلم والمعرفة على درجة عالية من المسؤولية في درء الخطر وتقديم أجوبة ملموسة في معركة الفيروس الغادر.
علاوة على ابتكار أجهزة ذات صلة بالجائحة في وقت دخل فيه العالم حينها حرب الوصول إلى وسائل الوقاية حافظت الجامعة الجزائرية على وتيرة النشاط عبر الوسائط الرقمية، على محدودية الأرضية، فكان التحدي الكبير الذي يتواصل مع السنة الدراسية الجديدة.
غير أن كل تلك المؤشرات الإحصائية الإيجابية، كونها عنوانا بارزا لديمقراطية التعليم وتكافؤ الفرص لا ينبغي أن تحجب مكامن ضعف هنا وتعطل هناك، أمر يستدعي المرور إلى السرعة القصوى في الرفع من مستوى الأداء تكون المسائل البيداغوحية أول وآخر انشغال الأسرة الجامعية.
يتعلق الأمر هنا بضرورة إقحام الطالب في كل القضايا التي تهم المجتمع وفقا لمقاربات تعليمية حديثة قوامها الحوار والنقاش وإثارة تساؤلات، مما يضع الطالب، في كل التخصصات، أمام خيار، بل حتمية تفجير احتياطي الذكاء الذي لا يقل بأي شكل من الأشكال عما هو عليه في باقي جامعات ومعاهد العالم.
لذلك، فإن البنية الأساسية للجامعة بكل مكوناتها على موعد مع الإنعاش الاقتصادي منه بالخصوص، لتقديم القيمة المضافة اللازمة في معالجة المنظومة الإنتاجية بالأشغال أساسا على مفاتيح بأقل كلفة وأكثر جدوى من شأنها أن تعزز الاقتصاد الوطني بعيداً عن شعارات لطالما أخفت عيوبا في الماضي، بل ترتقي بالمؤسسة الإنتاجية في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية إلى عامل نمو يزاحم في أسواق خارجية بهوية جزائرية، لا تقل شأنا عن مختلف المنافسين.
وما يدعم هذا التوجه، الإرادة السياسية التي تطبع المرحلة وفقا لمعالم تقود إلى كسب المعركة، كونها مسألة بقاء، تحد تقتضي أن يساهم الكل في رفعه وأولهم الجامعة بالتأكيد