يجانب الصواب ذاك الذي يعتقد أن خسائر فايسبوك الأخيرة، التي قاربت 50 مليار دولار، سببها انقطاع الخدمة في الفضاء الأزرق وتوابعه الأسبوع الماضي... ببساطة، لأن السبب الرئيسي لهذه الخسائر هي السيدة «فرانسيس هاوغن»، التي سرّبت وثائق خطيرة عن الشركة، واستمع إليها الكونغرس قبل أيام.
نجد في التسريبات، التي نشرتها «وول ستريت جورنال»، أنه في أيّ موقف يوجب الاختيار بين أرباح الشركة وأمن وسلامة المستخدمين، كانت الأولوية تعطى إلى أرباح الشركة ونموها على حساب الجمهور.
من جهة أخرى، فإن خوارزميات فايسبوك مصمّمة لتعزيز الخلاف، وبالتالي زيادة التفاعل... إذ كان يفترض من خوارزمية فايسبوك المعدلة أن تعزز نشر المحتوى الهادف، ولكنها، على النقيض من ذلك، ساهمت في انتشار الكراهية، والشحناء، والمعلومات المضلّلة والأخبار الملفقة (فايك نيوز) بين المستخدمين، ما يدفع هؤلاء إلى التفاعل أكثر.
من يقول فايسبوك يقول أيضا تطبيق إنستغرام، وقد خلصت دراسات وأبحاث داخلية إلى أن إنستغرام يؤثر بشكل سلبي على الصحة العقلية للمراهقين، وقد يصل الأمر إلى الرغبة في الانتحار... ولم تعلن شركة فايسبوك عن هذه الأبحاث، ولم تتخذ خطوات لمعالجة هذه الأضرار.
في شهادتها، اعتبرت «هاوغن» أن فايسبوك ساهم في تأجيج العنف في دول بعينها... وقد كانت ستّ ساعات من الانقطاع كافية لكي نرى صراعات «افتراضية»، وقضايا ومعارك «وهمية»، تختفي، «ولم يبقَ في النهر» غير القضايا العادلة والحقائق الراسخة، المتجذرة في عالمنا «الحقيقي»... من أجل ذلك، مجانب للصواب ذاك الذي يهجر كتاب الحياة، ليكتب حاضره ومستقبله على صفحات صارت صفراء، حولتها الـ»فايك نيوز» إلى «فايك بوك»...