قبل 24 سنة مضت، سقطت 11 معلمة ومعلما اغتالتهم جماعة إرهابية، غادرة وحاقدة. كانت مجموعة الملائكة في طريقها حاملة رسالة نقل المعرفة والعلم لأبناء عائلات في مناطق نائية ببلدية عين أذان بسفيزف (ولاية سيدي بلعباس)، لتتوقف مسيرتهم في مكان يشكل محطة للأجيال، تتذكر مدى قوة تلك الشجاعة والوفاء لرسالة المعلم حامل مصباح النور وسط ظلام الجهل.
معلمو اليوم ينبغي أن يذكروا تلك الصورة الرائعة لزملائهم، لم ينهزموا أمام الخطر ولم يستكينوا لتجار الموت، كيف ذلك وهم منبع الحياة لأجيال بكاملها قاومت القهر وتصدت للعدوان وأماطت اللثام عن مشاريع هدامة ظاهرها ليس كباطنها.
ذكرى اغتيال تلك الكوكبة المسالمة التي واجهت مصيرها بإيمان بأن المعركة مع الجهل.
إنها أم المعارك في مواجهة عولمة لعبت بعقول كثيرين، انساقوا وراء شعارات عنوانها البارز تدمير الإنسان، فكان الرد التصدي كما يرمز إليه موقع الجريمة الذي تنقل إليه وفد محلي وكان الأجدر أن يحضر الذكرى ممثلون عن إدارة التعليم المركزية، وترجمة كل تلك المعاني الراقية في العطاء والتضحية من خلال ترويجها ونشرها ضمن المنظومة التربوية التي تطمح للارتقاء أداء وتنظيما ووفاء.
أمر طبيعي أن لا تكون ذكرى اغتيال رموز العلم مجرد تاريخ ينقضي ويعود، بل يجب أن تصنف في المشهد العام للمدرسة عنوانا بارزا، لا تحجبه سحب أو مغالطات، ينير الطريق للمدرسة الجزائرية، والأجيال التي تعبر من بوابتها، التي تسقط أمامها الفوارق وتنصهر الأحلام والتطلعات، بينما هناك من بين من ينتسبون يعكسون صورة مشوهة للمعلم بجعل المدرسة سجلا تجاريا بامتهان تجارة الدروس الخصوصية والكسل في أداء الواجب المهني القانوني إلى غيره من ممارسات لا تشرف من كاد أن يكون «رسولا».