يُقال إنّ الاعتراف بالعيوب خُلُقُ الأقوياء.. لذا وجب أن نعترف بأننا نحسد بعضَ جيراننا، وفي قلبنا بعضُ غيرةٍ منهم..
بلى، نحن نحسد الشقيقة تونس على جارتها الغربية.. والأسباب كثيرة، تكاد لا تعدّ ولا تحصى.. صحيح أنها الغبطة لا الحسد، ولكن هذا الأخير إلى لسان الناس أقرب..
نحسد تونس على جارتها الغربية التي لطالما حفظت للجوار حقه، ولم تنسَ تشارُك الشعبين في التاريخ قبل الجغرافيا، ولم تتناسَ كيف اختلطت دماؤهما في ساقية سيدي يوسف، وكيف لا/ لن يفهم ذلك «إخوان يوسف»..
نحسد تونس، ومعها ليبيا، على جارتهما الغربية التي لم/ لن تتدخل يوما في الشأن الداخلي التونسي أو الليبي، بل وأكثر من ذلك، رمت بكل ثقلها حتى لا تتدخل أيادٍ أخرى في الشأن الداخلي لهاتين الشقيقتين.. هي مبادئ الاحترام المتبادل وتغليب الحوار الذي لطالما نادت به هذه الجارة، بشهادة العالم، شرقه وغربه..
ونحسد تونس، ومعها ليبيا، على جارتهما الغربية، التي لم تتوانَ يوما عن مدّ يد المساعدة، حينما تطلّب الأمر، دون أن يكون ذلك بشرط أو قيد، ودون أن يتبع ذلك منٌّ ولا أذى..
ولا ننسى أن نعترف أيضا بأننا نحسد شعوب المنطقة كلّها على توادّهم، وتراحمهم، وتآخيهم، وللشعوب منطق آخر لا/لن يفهمه من يعتقد أنه يملك رقاب الناس، ويحكمهم بنظرية الحق الإلهي..
كان هذا حديثنا عن محاسن الجارة الغربية لتونس وليبيا.. ولعلّنا، في مناسبة قادمة، نعود لنتحدث عن مناقب الجارة الشرقية.. لموريتانيا، والصحراء الغربية..