يجد الكثير من الأولياء أنفسهم أمام هوّة تكنولوجية أوجدت شيفرة غير مفهومة بين أجيال تعيش في بُعد زمكاني عجز جيلي، والذي قبله استيعاب مفهومه فنحن درسنا الفيزياء والرياضيات ببعدين منفصلين هما الزمان والمكان.
كان يكفي أباءنا تضييق صداقاتنا وتحديد خرجاتنا إلى الشارع لمنع أي تأثيرات خارجية غير محمودة العواقب على أخلاقنا ونظرتنا إلى الحياة، لكننا ونحن نغرق في «زمكان»، أصبح جليا أن الأطر والقوانين وقائمة المحظورات والممنوعات التي رافقتنا حتى صرنا شبابا لم تعد كافية لحماية أطفالنا من المجهول.
ودون أن ندري أبعدت التكنولوجيا أبناءنا عنّا وعمّقت مواقع التواصل الاجتماعي المسافة بيننا، لتتقلص بذلك مساحة اللقاء بيننا، ما يجعلنا نتحوّل مع مرور الوقت إلى غرباء يقيمون تحت سقف واحد، واقع مرعب نتأكد من حقيقته مع مرور الوقت ومع انتقال أبنائنا من مرحلة إلى أخرى.
التفطن للحياة الموازية التي يعيشها أبناؤنا في وقت مبكر يجعل عملية استرجاعهم أسهل، فغالبا ما يكتفي الآباء بل ويسعدون ببقاء أطفالهم في غرفهم بعيدا عن « مخالطة» الشارع، متغافلين عن «مخالطة» أكثر خطورة أثارها مدمرة قد تصل إلى تورط المراهق في شبكات للاتجار بالبشر أو المخدرات، ففي كثير من الأحيان يقع الأطفال خاصة المراهقين منهم ضحية ابتزاز يبلغ ذروته عندما يفكر الطفل المراهق في الانتحار للخروج من دائرة التورط فيما لا يحمد عقباه.
لذلك علينا أن يتحمّل الأولياء مسئولياتهم اتجاه أبناءهم والتكيف مع التطورات الجديدة في حياة الطفل، حتى يتمكنوا من إنشاء جيل مستقبل قادر على صناعة التغيير، والانتقال بالأمة من مرحلة الاستهلاك إلى الإنتاج، ما يعطي المجتمع دفعة جديدة تمنع غرق الحاضر والمستقبل في ماضي صنع أمجاده شباب آمنوا بغد أفضل.