عاشت البرازيل يوم أول أمس أحد أصعب الأمسيات المونديالية في ثمن النهائي أمام الشيلي ، و قد مرت إلى ربع النهائي بحظ كبير ، بعد معاناة كبيرة و في ضربات الترجيح .. الحقيقة كنا نسمع عن شغف البرازيليين لكرة القدم و تعلقهم بها إلى درجة كبيرة ، لكن حضورنا هنا أعطانا الصورة الحقيقة لذلك .. بالإضافة إلى أن الملعب كان ممتلئا عن آخره ، فإن المدينة التي كنا بها ، و هي كومبوريو كانت تشبه مدينة “ الشبح” خلال المباراة .. فالطرقات خالية و المحلات مغلقة و معظم أصحاب هذه المحلات كتبوا على الواجهة أنهم سيعودون إلى عملهم بعد نهاية المباراة ,, والمحلات الوحيدة التي كانت مفتوحة هي الصيدليات التي بها شاشات و العاملون بها يتابعون المباراة و يقومون بعملهم في نفس الوقت
و قد كنا نمشي لوحدنا في هذه المدينة الساحلية ، و عندما سجل الفريق البرازيلي تعالت الأصوات من المنازل إلى جانب إطلاق الألعاب النارية و قد وصلنا إلى المركز التجاري للمدينة الذي كانت محلاته كذلك مغلقة ما عدا المقاهي و المطاعم في الطابق العلوي الذي كان يعج عن آخره بالعائلات التي فضلت متابعة المباراة في الشاشة العملاقة و بحضور مكثف للأنصار ، أين كانت النرفزة بادية على العديد منهم .. و يتحركون مع تحرك نيمار الذي كانت الآمال معلقة عليه ,, لكن الأمور كانت صعبة و الوجوه غير مطمئنة سواء الرجال أو النساء هنا بالبرازيل ، خاصة النساء اللواتي ارتدين في غالبيتهن قميص المنتخب البرازيلي ..
و بعد معاناة كبيرة تمكّن الفريق الأصفر و الأزرق من فك العقدة ، الأمر الذي أحدث جوا كبيرا من الفرحة و عودة الابتسامة لكل الوجوه .. حيث يواصل أشبال سكولاري الطريق .. و المونديال مستمر بالنسبة لهذا البلد الذي يتنفس كرة القدم ,, في حين و في ظرف 5 دقائق عاد النشاط في كل المحلات و في المدينة كلها بشكل عادي .. إنها البرازيل التي تعشق كرة القدم ولا غير كرة القدم أثناء إجراء منتخبها لمباراة ..
و سألنا أحد البرازيليين عن حظوظ الفريق في الفوز باللقب ,, فردّ علينا : “ لا يمكننا تضييع كأس العالم هذه المرة إننا الأقوى و سيناريو 1950 لن يتكرر”.
عين على المونديال
البرازيل .. بلد كرة القدم بامتياز
حامد حمور
28
جوان
2014
شوهد:635 مرة