العلاقة مع السوق خلال العام ليست كما هي في الشهر الفضيل،، للأسف يتحول رمضان إلى ‘’موسم الحج إلى الأسواق’’ حيث يستسلم المستهلك في لحظة يقتنصها تجار لا تحكمهم قوانين ولا يكبح جشعهم أخلاقيات.
تتحول الأسواق إلى ميادين عراك وصراخ تعكس سلوكات غريبة ومثيرة أغلبها يحال إلى قفص الاتهام،، في انتظار أن يتجدد الوعي وتنمو ثقافة جديدة تعيد ضبط العلاقة بين التاجر والمستهلك بعيدا عن أي تشنج أو انتهازية أو جشع،، على قاعدة كل طرف ينال حقه بعيدا عن الغش والتلاعب وما ينجم عنه من إرهاق وأحيانا مناوشات وعراك يتطور بسرعة إلى أفعال إجرام.
ما أحوجنا اليوم إلى قضاء هذا الشهر في كنف الاحترام والمودة طالما أن التاجر لا يمكنه العيش بدون زبون والعكس صحيح،، فتكون أسواقنا فضاءات شفافة يكون فيها الزبون سيدا،، بمعنى أن يحظى بالمعاملة الجيدة من تجار احترافيين يلتزمون بقيم الأمانة والصدق.
قد يقول قائل هذا أمر مثالي لا يمكن العثور عليه إلا في مدينة أفلاطون الفاضلة،، لكن يمكن القول أيضا أنه ممكن إذا ما تحكم كل طرف في المعادلة في سلوكاته وتصرفاته بإخضاعها للعقلانية،، في ظل مؤشرات تؤكد وفرة المواد الأساسية ما عدا اللحوم الحمراء وبأسعار تبدو في المتناول،، على الأقل بقدر ما يحتاج إليه المستهلك.
هذا الأخير وحتى لا يتحول من ‘’سيّد’’ مفترض إلى ‘’عبد’’ مغلوب على أمره تتلاعب به شهواته التي تفرضها سلطة المعدة،، وهو أمر يمكن تفهّمه،، مطالب بالتمتع بسلوكات تحكمها قواعد حسن تسيير ميزانيته وترشيد الاستهلاك وفقا لقاعدة لا إفراط ولا تفريط،، حتى يمكنه النجاة من أنياب تجار هم أقرب لقروش متوحشة لا تترك فرصة لفريستها.
سلوكاتفي قفص الاتهام
موسم الحج إلى الأسواق،،
سعيد بن عياد
27
جوان
2014
شوهد:543 مرة