سفراء بلا أوراق اعتماد

تنظيم تظاهرة ثقافية أو رياضية أو اقتصادية... إقليمية كانت أو دولية على أرض الجزائر، هي فرصة لتسويق صورتها المشرفة في مختلف الجوانب، وتقديم صورة حضارية عن الجزائريين في سلوكاتهم وتعاملاتهم ومستواهم الرفيع. وعندما يشارك أبناء البلد في نشاطات خارجية فهم سفراء له، مدعون لإعطاء النظرة الإيجابية للأجانب عن البلاد والعباد.
ولما يشارك المنتخب الوطني لكرة القدم في أكبر تظاهرة كروية في المعمورة، كأس العالم، فهي مناسبة ذهبية نادرة للتسويق للجزائر رياضيا، سياحيا وثقافيا.. يقوم بها كل فرد تحط قدماه أرض بلاد “السامبا”، من لاعبين وإداريين وإعلاميين، وخاصة المناصرين الذين على عاتقهم مسؤولية المساهمة في ذلك، باستغلال كل فرصة للتعريف والترويج لكل ماهو جزائري بطريقة حضارية، وترغيب الآخرين في التعرف عن الجزائر وترك سمعة طيبة عن أهلها.
المناصرون الجزائريون صنعوا الاستثناء في مناسبات عديدة، لعب فيها المنتخب الوطني الجزائري خارج الوطن، وكانوا السند الأول له، قدموا صورا مشرفة في التشجيع والمؤازرة. لكن الذي حدث في المباريتين الوديتين للخضر، ضد كل من أرمينيا ورومانيا بجنيف السويسرية، عندما اجتاح قلة من المناصرين الجزائريين أرضية الملعب بعد نهاية المقابلتين، يعتبر سلوكا غير حضاري، شوّه نوعا ما صورة المشجع الرياضي الجزائري في بلد أوروبي، وكان من المستحسن أن يتفادوا مثل تلك التصرفات، أمام أعين مشاهدي المبارتين اللتين حظيتا بمتابعة إعلامية أجنبية كبيرة، بحكم طبيعتهما التحضيرية لأكبر تظاهرة كروية عالمية. هؤلاء أشباه المشجعين، كادوا يمحون اللوحات الجميلة التي صنعتها الجماهير الغفيرة داخل الملعب وخارجه، أدهشت كل من تابعها، وكادوا يستببون في توقيف مباراة ودية هامة لرفقاء بوقرة.
هذا السلوك الشاذ، غير مقبول بتاتا ولا يمت بصلة لطبع الجزائري، وليس بتلك الطريقة يتم تشجيع المنتخب الوطني، الذي يحتاج إلى مشجعين متحضرين داخل وخارج الملعب، يعطون صورة ناصعة عن الجزائر والجزائريين أينما حلوا وارتحلوا.
 وفي مونديال البرازيل الذي من المنتظر أن يحضره أكثر من أربعة آلاف مناصر جزائري، مطالبون بأن يسلكوا سلوكات تشرفهم وتشرف بلدهم، ويشجعون ممثل العرب الوحيد في المنافسة بطريقة حضارية، ويكونوا أفضل سفراء له، في تظاهرة تحظى بمتابعة إعلامية وجماهيرية استثنائية.