يحمل تاريخ مشاركات المنتخبات الإفريقية في دورات المونديال، كثيرا من الذكريات المشرفة جدا، واعترف أساطرة كرة القدم، بمهارات منتخبات ولاعبين أبهروا العالم بمهارات، بدءا من عصاد، بلومي وماجر، وصولا إلى روجي ميلا ورشيد إيكيني ومواطنه ايمانويل أمونيكي.
واستطاع هؤلاء إجبار الجميع على الوقوف والإنحاء احتراما للعروض الكروية الممتازة التي قدموها رغم الاكتفاء بلعب الدور الأول، وغالبا ما صاحب خروجهم المبكر تساؤلات ونقاشات عن سبب الإقصاء في دوري المجموعات وهم على قدر كبير من الموهبة والمهارة.
وإلى جانب الأسباب الرياضية والتكتيكية، وجدت الإجابة الحقيقية في غرف تغيير الملابس، والأجواء غير الرياضية تماما التي كانت تحيط بهؤلاء المنتخبات والنجوم، فالتكتلات والمشاكل بين اللاعبين نادرا ما نجا منها فريق إفريقي وإن كانت تحدث حتى في المنتخبات الأوروبية لكن ليس بنفس الدر جة ويتم احتوائها بالصرامة والانضباط الذي يفرضه الطاقم الفني والقائمين على الكرة، بعد توفير كافة الظروف المعنوية والمادية لهم.
ولم يكن الطموح للتواجد في التشكيلة الأساسية بأي طريقة كانت والتهديد بحمل الحقائب والمغادرة، أخطر من مشكل المنح التي كانت دائما شرارة اندلاع فتيل الأزمة بين اللاعبين ومسؤولي الاتحاديات، هذا المشكل ضرب مشاركات قوية كان يعول عليها كثيرا، وظل يلاحقها.
ومن هؤلاء منتخب الكاميرون، الذي تكرر معه قبل مغادرته في الأيام القليلة الماضية مشكل سنة 2002، ولجأ رفقاء القائد إيتو سامويل إلى الإضراب وتعلقيه بعد بوادر فرج، في مشهد يشبه ما يحل بين عمال وشركة اقتصادية، ويخلف الكثير من الأسف والحسرة وحتى وإن سويت القضية نهائيا ستبقى آثارها السلبية تخيم على مشاركات الفريق الذي يعج بالنجوم والمواهب الصاعدة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
