بالرغم من كل التدابير الصارمة التي اتخذتها السلطات العمومية حيال التقليل من حوادث المرور، إلا أن منحى هذه «المآسي» في تصاعد يومي والأرقام التي تنشر من قبل الجهات المختصة تبقى المؤشر الملموس على أن ما يحدث في طرقاتنا تجاوز كل الضوابط التي تحرص هذه المصالح على أن تكون في إطارها القانوني التي يحترمها الجميع .
واستنادا إلى الأرقام المعلن عنها من قبل العديد من المؤسسات المهتمة بهذا الشأن سواء المتعلقة بالمعدل اليومي لحوادث المرور أي تضيف الجزائر في المراتب الأولى وغيرها من المؤشرات فإن التشخيص يبقى سيد الموقف نظرا لإستعمال كل الآليات سواء منها الردعية أو التحسيسية عبر كل وسائل الإعلام لم تأت للأسف بالنتائج المرجوة والمأمولة فهناك غرامة مالية تصل إلى ٤٠٠٠ دينار مع سحب الوثائق مع الوقوف عند لجنة «خاصة» لكن رغم هذه الأساليب العقابية فإن حوادث المرور في تزايد مستمر لماذا يا ترى ؟
لا توجد إجابة واضحة وكل ما يقال في الوقت الراهن تفسيرات تقنية محضة كمراقبة السيارة، والممهلات .. وغيرها في حين ليس هناك شرح وافي لتفاقم حوادث المرور. يوميا تبث صور وإعلانات لكنها لا تؤثر في السائق .. فهل يشرع في بعث رسائل قصيرة لهؤلاء حتى يحترموا قوانين المرور ؟ مثلما تقوم به البعض من الدوائر بخصوص مسائل ذات المنفعة العامة .
وماتزال تلك الحوادث المؤلمة كما بالمسيلة اقتحام شاحنة لمركز تكوين النبات ..
وفي سكيكدة إلحاق الضرر الكبير بمتوسطة والخسائر البشرية في البيض جراء إصطدام سيارة بحافلة ركاب ..
ناهيك عن وقائع أخرى كثيرة يوميا تتلى على مسامع الناس .. ونحن الآن بصدد تعداد القتلى والجرحى ليس إلا في حين من الضروري تغيير استراتيجية العمل نحو طرح أفكار جديدة .
وهذه الإقتراحات موجودة تتطلب المزيد من التواصل بين كل الجهات المعنية، قصد تفعيلها على الواقع واستثمارها أحسن إستثمار لتوقيف هذه « الإبادة» أو على الأقل التقليص من حجمها الذي وصل إلى حد لا يطاق … سبب متاعب جمة للأشخاص الذين تضرروا من إصابات جسمانية خطيرة جراء تهور الكثير من السائقين .
ولابد من التأكيد هنا بأن الأمر لم يعد له صلة بالزجر لأن القانون الأخير أدرج غرامات كبيرة جدا وتفاءل الجميع خيرا بتلك التعديلات .. لكن بعد سنوات تبين بأن هناك تراجعا ملموسا في الهدف الذي وضعه المشرع كون الإتجاه العام يسير نحو الأعلى والمسألة لا تتعلق بالقانون كمواد أو بنود جاءت لتنظيم ظاهرة معينة ..
وإنما المشكل يمكن في الإنسان الذي يتحمل كل هذه المسؤولية على عاتقه لأن سلوكاته غريبة جدا عند السياقة لا يعترف بالخط الأصفر أو بالإشارة الحمراء أو علامة التوقف .
علينا بتحليل هذه الذهنية قبل أي أعمال أخرى .
بين الردع والتحسيس
جمال أوكيلي
01
جوان
2014
شوهد:572 مرة