تمبكتو منارة الإسلام في إفريقيا، مدينة العلماء والقديسين، لم تفلت في السنتين الأخيرتين من بطش الإرهاب والجماعات المتطرفة، التي حاولت بكل وحشية تحطيم الأضرحة وحرق المخطوطات الثمينة المصنفة ضمن التراث العالمي النادر.
تاريخ تمبكتو يعج بسفريات العلم والمعرفة والتبادل الثقافي بين شعوب القارة الإفريقية، كانت عاصمة للدين الإسلامي الحنيف الذي أشع منها إلى باقي الدول على منهج وسطي معتدل سليم، ما بوأها منزلة كريمة قاريا وعالميا، وجعلها اليوم محط اهتمام دولي لإعادة ترميم ما أفسدته الأيادي العفنة.
فقد أطلقت في الأيام القليلة الماضية منظمة اليونسكو، حملة لجمع هبات مالية، لحفظ أزيد من 360 ألف مخطوطة أُنقذت من التلف والحرق، واستطاعت أن تجمع لحد الآن 70 ألف أورو من المبلغ الإجمالي المقدر بـ6 ملايين دولار كي يفي بغرض اقتناء علب خاصة توضع فيها المخطوطات وتكون في منأى عن أي أذى.
المبادرة تستحق كل الدعم، وليس هذا، تمبكتو كلها تحتاج إلى وحدة صفّ المجموعة الدولية، للملمة أوراقها من جديد وتضميد جراحها، واستغلال تاريخها وإمكاناتها في بعث ثقافة مالي والساحل الإفريقي ككل. فناهيك عن هذا الماضي الذهبي، تزخر تمبكتو بكميات هائلة من النفط والموارد الطبيعية الثمينة، لو تستغل في أقرب الآجال، بعد رحيل قوى الشر المتصارعة على المنطقة، ستكون رؤية مدينة عالمية تربط بين الأصالة والمعاصرة حقيقة قائمة مجسدة على أرض الواقع، وحتى وإن بعُد ذلك يستحق كل جهد التشجيع والدعم كي تستعيد تمبكتو عافيتها وتقف على قدميها.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.