كلام آخر

مراجعة مطلوبة..

نضيرة نسيب
11 ديسمبر 2020

فئات كثيرة تصارع في صمت، لا أحد يرى عاهاتها، لا لأن هذه الفئات تُحكم إخفاء عاهاتها، بل لأنها لا تظهر بتاتا للعيان..
هكذا هو حال من يحملون في أجسادهم مرضا ترك أثرا عليها للأبد، وهم في منعرج ما بحياتهم، يصارعون أوجاعا، الظاهر مخفي والباطن لا يعلمه إلا الرحمان.. يخبئونه بإحكام خوفا من الشفقة، وخوفهم أكبر من أن يقصيهم المجتمع مرة ثانية..
هؤلاء كثيرون بيننا ذوو عاهات مزمنة، من ضعف بصر أو سمع أو من يعيشون بكلية واحدة، منهم من يحملون أكياس استفراغ يقضون بها حاجتهم، ولا يجدون «بيوتا للراحة»، بينما في بلد من البلدان توضع أولوية لهم، ليعيشوا في المجتمع، وان صادف هؤلاء طارئ وقوبل طلبهم بالرفض يُلزم صاحبه بإتاوة مقابل عدم تقديم مساعدة..
 فضلا عن ذلك يعطي القانون هذه الفئة الحق في بطاقة تحمي صاحبها.. بينما عندنا أطفال ومراهقين وكبار تُغطي ثيابهم جلدا يتفتت من مرض يعانقهم حدّ الأنين الدائم.. لم ينصفهم القانون وبالكاد يصنّفهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنه ذاته أصيب كذلك بإعاقة في وقت ما.. وٱخرون بالكاد يعيشون داخل أقفاص صدرية، لهم قلوب تسندها ببطاريات، بالكاد تتوقف.
 وهناك من يعاني ضيق تنفس ويحتاج جُرعات هواء نقي لا يعكّره دخان سجائر.. ومع ذلك الصورة معكوسة في واقعهم..
في سنوات خلت، ألغي دور المساعدة الاجتماعية، مع تجاهل فئة بل فئات تحتاج  المساعدة، في يوم من الأيام، بل لنقل على الدوام.
في المقابل، يتوه كثيرون، اليوم، نتيجة خطأ في التقدير بين ثقل عاهاتهم التي تلازمهم وبين بحثهم المزمن عن مخرج في قوانين اجتماعية وضعها الإنسان.. وصاحب العاهة اليوم بين وبين.. يبحث عن مخرج حاملا ثقلا يلازمه أمام إعاقة أكبر، في غياب البديل.. وسط شرخ أصاب المنظومة الاجتماعية، التي يحتاج بالضرورة إعادة النظر فيها، وفي دورها وفعاليتها..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024