تبقى الزيارة المتحفية فعلاً ثقافيًا يتحول إلى شأن سياحي، إلا أن الجزائري يفتقد إلى هذه الثقافة رغم العدد المعتبر الذي يزخر به البلد من هذه الطاقة التي من شأنها تحقيق النمو.
تحمل المتاحف بين جدرانها، التي تتراوح بين بنايات وقصور قديمة أخذت تسمية متحف وقليلة منها بنيت من أجل ذلك، تحمل كنوزا للأسف قليل من يعرف قيمتها إن لم نقل إن هذه القيمة تتوقف عند أهل الاختصاص، ويبقى المواطن العادي أو أبناء المجالات المختلفة عن الآثار في منأى عن المتحف والكنز الذي يحمله المرتبط بالهوية والحقائق التاريخية الضاربة في عمق الحضارات.
عجيب أن نجد ذاكرتنا محفوظة في متاحف مهجورة أو شبه مهجورة، تلك الذاكرة التي ترويها وتؤرخ لها قطع ومعالم من يقف أمامها يحتقرها أو يراها مجرد حجارة أو نقود أو... بكماء لا تفيد بشيء، في حين أنها لو نطقت لجمعت واستقطبت كبرى الأقلام في مختلف المجالات لتدوّن تلك الروايات، الأساطير والحقائق عبر مختلف المراحل التاريخية، منها البعيدة في السنوات الغابرة وأخرى في السنوات التي تمكنّا منها في التاريخ المدرس في المؤسسات التربوية والتعليمية.
أخذنا في هذا العدد من “الشعب الثقافي”، متحف الآثار القديمة والفنون الإسلامية كعينة للغوص في واقع النشاط المتحفي والزيارة المتحفية للمواطن، بحكم الموقع الاستراتيجي الذي يقع فيه، وسط حديقة عمومية وبالقرب من مختلف الفضاءات والأماكن التي من شأنها أن تستقطب ليس الأجانب فحسب، وإنما حتى المحليين الذين سجلوا نفورهم من المتاحف بدرجات حسب القرب من هذه المنابر الثقافية، الفنية والتاريخية، فكلما كانت المسافة بين مكان الإقامة والمتحف قريبة كلما كان النفور أكبر، لتطرح تساؤلات عدة نفسها في هذا المجال، وتجد نفساً عطرةً وصدراً رحباً عند مديرة المتحف الوطني للآثار القديمة الواقع بتيليملي حورية شريد، التي حملتنا في رحلة إلى عالم المتاحف وحقائها.
كلمة العدد
ذاكرة في فضاءات شبه مهجورة!؟
سميرة لخذاري
24
ماي
2014
شوهد:566 مرة