طاعون الساحل الافريقي

حمزة محصول
18 ماي 2014

———— سألت العام الماضي الشيخ محمود ديكو، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لمالي، عما إذا سبق له وتحاور مع الجماعات الإرهابية التي احتلت شمال بلاده قرابة السنة، فقال «ذهبنا إليهم مرة بمدينة غاو، ولم يدم حديثنا سوى ربع ساعة وافترقنا دون إلقاء التحية حتى».
وواصل متعجبا «هؤلاء ليس لديهم أية قابلية للحوار، متعصبون لدرجة لا يمكن تصورها ولديهم فهم خاطئ وعلم قليل جدا بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ويسيئون له أيما إساءة». لا يمكن التعقيب على كلام الشيخ ديكو، إلا بتشبيه هؤلاء الجماعات بداء الطاعون الذي كان يفتك قديما بأرواح العشرات في البوادي.
لقد قضت تلك التنظيمات الإرهابية، على روح الحياة العسيرة في منطقة الساحل الإفريقي،  وضاعفت معاناة السكان، وحولت حياتهم إلى جحيم يدفعهم إلى قطع الصحراء سيرا على الأقدام بحثا عن ملاذ يضمن لهم الحياة ويقيهم سياط الفقر والخوف. يحاول إيهام الغلابة بعدالة قضية باطلة، يقولون أن حربهم «من أجل الرب» ولكنها في الحقيقة من أجل أموال المخدرات وتجارة الأسلحة، والمصيبة أنهم دمى تحركها الأيادي الأجنبية وتتخذهم كذريعة للتدخل عسكريا وسياسيا في الشأن الداخلي.
هم ينتشرون كالذباب فوق برك النفط مثلما توضح ذلك خرائط انتشارهم ونشاطهم، حيث يتخذون من مناطق الثروات الباطنية مكامن للنهب والاختطاف والقيام باعتداءات دموية، يترصدون الأجانب للحصول على صفقات الفدية، وإلا ما الذي يدفع بأشخاص من باكستان والسودان ومختلف البلاد إلى القدوم للساحل الإفريقي بالضبط.
لا يتوقفون عن العبث بالأمن وعن المساومة، يدعون أنهم يناصبون العداء للغرب، بينما يستهدفون الشعوب الفقيرة بشتى الطرق، لقد حرموها من أبسط حقوق الحياة، واستغلوا الفجوات الأمنية للإنتشار والتمادي في الجرائم باسم الدين الإسلامي ذي التعاليم السمحاء الذي ينهي عن المنكر ويدعو إلى الجدل بالتي هي أحسن بعيدا عن الغلو والتطرف.
 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024