برّرت الدول العربية التي أعلنت تطبيعها مع الكيان الصهيوني أنّها تسعى إلى السلام الدائم في المنطقة، ويا له من سلام، تبيع فيه الأنظمة شرفها وشرف شعوبها المسكينة، التي لا تقدر على فعل شيء سوى إنكار المنكر وهو أضعف الايمان.
شعوب الدول المطبّعة في حيرة من أمرها ومنقسمة بين راض ومحتشم، وآخر رافض للتطبيع يرى فيه وصمة عار في جبين الشعوب، في وقت تكاد شوارع الاحتلال الاسرائيلي تلتهب ضد سياسات مسؤولهم «السفاح بنيامين نتياهو» صاحب اتفاقيات السلام!
هل يعقل أن تبرر الدول المطبعة فعلتها الشنعاء بالبحث عن السلام في المنطقة؟ وأيّ سلام مع سياسي مجرم حكم عليه شعبه بالفساد المالي والأخلاقي؟ وشوارع الكيان الاسرائيلي منتفضة منذ أشهر على سياساته الخبيثة، هل يعقل أن يكون هذا مبررا لإحداث السلام والتطبيع مع احتلال غاصب للشعب الفلسطيني؟ وهل يمكن لعقل الانسان أن يقبل هذه المبررات المخزية؟ الجواب طبعا لا، فالتطبيع عار وخزي سيبقى في تاريخ هذه الانظمة السياسية أبد الآبدين.
الحكام في الدول المطبّعة السابقة واللاّحقة، كما يقول الرئيس الأمريكي ترامب لم تخجل البتة من شعوبها التي طأطأت رؤوسها ودسّتها في التراب تتوارى من شعوب الأمة الاسلامية والعربية من سوء ما بشّرت به تحت «قياداتهم الحكيمة والسديدة» كما ينقل إعلام الضلالة! إنّ الخيانة العظمى للقدس الشريف والشعب الفلسطيني لن تمر مرور الكرام، وستحل اللعنة على من تسول له نفسه خيانة الأمة وطعنها في الظهر باسم السلام.
مسلسل التطبيع كما يقول سيد البيت الأبيض متواصل، وستسقط الأقنعة ويعرف العالم حقيقة الأنظمة لأن الشعوب لا حول لها ولا قوة. سيناريو سقوط أحجار دومينو الخيانة بات مرتبطا بالحملة الانتخابية للرئاسيات الامريكية، وترامب يسارع الوقت لإسقاط جميع الاحجار لإرضاء بني صهيون. والعهدة الثانية باتت قاب قوسين أو أدنى كأنّ قضية الامة فلسطين أصبحت محل مساومة وبيع! في انتظار حلقات مسلسل الخيانة والتطبيع الغريبة أي الأقنعة ستسقط قريبا؟