جنّ جنون إسرائيل وتطاير الشّرر من عينيها وهي ترى “فتح” و “حماس“ توقّعان على اتّفاق المصالحة، وتلتزمان بتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهر، وتتعهّدان بإجراء انتخابات عامة ـ تشريعية ورئاسية ـ في غضون ستّة أشهر.
صدمة قويّة تلقّتها إسرائيل التي لم تكن تتوقّع أن يعيد الفلسطينيّون توحيد صفوفهم وإنهاء خلافاتهم، وهي التي ظلّت طيلة سبع سنوات تشرب نخب نجاحها في نسف وحدتهم وتحويلهم إلى إخوة أعداء بلغ بهم الأمر إلى درجة الاقتتال بالسّلاح، وتشكيل كيانين متنافرين بحكومتين متوازيتين، واحدة في الضفّة الغربية والثّانية في غزة.
لقد استطاعت إسرائيل من خلال سياسة فرّق تسد التي اعتمدتها لكسر شوكة المقاومة، أن تجعل اهتمام الفلسطينيين يتحوّل من مقاتلتها ومعاداتها إلى مقاتلة ومعاداة بعضهم البعض، واطمأن بالها وهي تراهم مشغولين عنها فاستغلّت الوضع لتواصل سرقة ما تبقّى من فتات الأرض الفلسطينية، وتهويدها من خلال توسيع المستوطنات ومدّ الجدار العازل وتهديم البيوت وطرد أصحابها، ومحاصرة أهل غزة وتجويعهم بقصد إرغامهم على الاعتراف بها والتوقف عن محاربتها.
اتّفاق المصالحة الفلسطينية شكّل صفعة قوية زلزل كيان إسرائيل، لهذا سارعت إلى رفع عصاها وفرض إجراءات عقابية لم تعد في واقع الأمر تحرّك شعرة من رأس الفلسطينيّين، الذين تعوّدوا على السياسة العقابية للاحتلال وتعلّموا كيف يتكيّفون مع ظروفهم المأساوية.
الفلسطينيّون حقّقوا انتصارا تاريخيا على خلافاتهم وفرقتهم، والمهم اليوم هو تطبيق اتّفاق المصالحة في آجاله دون الاكتراث إلى العراقيل التي ستضعها إسرائيل، ودون الالتفات لاستفزازاتها أو تقديم أي تنازلات مجانية جديدة لاسترضاء غرورها وطمعها اللاّمتناهي، فيكفي ما ضاع من فلسطين ومن حقوق، وليعلم الفلسطينيّون أنّ التّنازلات لن تعيد يوما وطنا محتلاّ٫.
لتشرب من البحر
فضيلة دفوس
28
أفريل
2014
شوهد:555 مرة