عصرنة وأصالة

سميرة لخذاري
26 أفريل 2014

أمثال عديدة متعلقة بتراثنا الشفهي بالعامية أو تلك المدونة ضمن الإرث العربي الفصيح، كلها تؤكد على مسايرة العصر ومحاولة التمكن من كل الأساليب الحديثة، لكن دون الخروج من جلدتنا الأصلية وأصالتنا المرتبطة بهويتنا العربية الإسلامية.
لا ينكر جاحد تلك الانجازات والقفزات المحققة في العالم الثقافي، حيث تمكنت الجهود المكثفة من كسر تلك الحواجز التي أرادت إعادة الثقافة الجزائرية إلى نقطة الصفر،ظروف ومراحل هددت الهوية الشخصية الجزائرية العربية الامازيغية الإسلامية، إلا أن حب المواطن لبلد المليون والنصف مليون شهيد زاده تمسكا وتعلقا بوطن تحاصره أعين تطل عليه من هنا وهناك علها توقع بهويته في الفخ، لتلبس أبناءه حلة ليست حلته ولا تمت بصلة به.
جاءت عديد المشاريع لتنفض الغبار على كثير الأجناس الفنية، الإبداعية والأدبية وتعيدها إلى الواجهة، دون تجاهل لزوم حضورها في كبرى المحافل الدولية لتقول أنا موجودة رغم كل الظروف والتهديدات التي تمس صلب الميدان الحي المرتبط بهوية ليس شعب فحسب وإنما امة، ترصدها مواقف مضادة من وراء البحر من عالم غربي يسعى إلى نشر ثقافته،واستغلال التطور ومستجدات العصر للتأثير في الآخر.
أصبح العالم اليوم يجتمع في قرية واحدة، هو ذلك الفضاء الافتراضي الذي استطاع أن يجمع ضمن مواقع مختلف الأجناس والفئات من كل أقطار العالم لتكون تحت بوتقة الشبكة العنكبوتية، التي استطاعت فعلا أن تنسج خيوط بيتها في كل نقطة من الكرة الأرضية، وتكون ساحة تجتمع فيها كل الآراء باختلاف توجهاتها، وتأخذ الثقافة هي الأخرى نصيبها في هذا العالم بعيدا عن كل القيود والرقابات أو الشروط التي يفرضها وطن ما على أبنائه من النخبة، وحتى المبتدئين أو جمهور الإبداع.
ويبقى الرهان الأكبر ليس استعمال التكنولوجيا الحديثة، التي رغم المساوئ والأخطار التي تحملها، إلا أن تكييفها وفقا لخصوصية ثقافتنا يبقى مكسبا حقيقيا في حاجة إلى دفعه وتبنيه بما يخدم بلدنا الجزائر وهويتنا التي صمدت رغم كل شيء.
أما تلك الانجازات والقفزات التي شهدها الميدان الثقافي بمختلف ميادينه، تنتظر خطوات إلى الأمام وتجسيد ما جاء في برنامج فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، هي تلك الاهتمامات التي حملها البرنامج مع الموعد الانتخابي في 17 افريل، التي تنظر الضوء الأخضر واستغلال العصرنة في شقها الايجابي وليس الانغماس فيها وفق طريق يجعل أبناء الوطن يتجردون من أصالتهم التي تبقى لصيقة بهم وتركها هو عار عليهم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024