تأتي مناسبة عيد العلم هذه المرة في خضم الاستحقاق الرئاسي، الحدث الذي تعيشه الجزائر على غير عادتها، إذ يتزامن مع موعد أراده رائد النهضة الاسلامية في الجزائر، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين عبد الحميد بن باديس، فضاء لتقديس العلم و الأخلاق. لكونهما يشكلان حجر الزاوية في بناء اقتصاد الأمم ويساهمان في إزدهار الشعوب.
إذا كان الاحتفال بيوم العلم هو تقدير لمكانته،ومايضفيه من أهمية للاحتفاء بمكانة التربية والتعليم
و ما تقوم به المدرسة الجزائرية من تعليم الأجيال وحثّها على حب الوطن، وتقديس العلم، فإنه يتوجب علينا جميعا أن نمتثل للمكانة التي يحتلها العالم وصاحب العلم في مجتمعه، لأنه المدرك لرهانات العصر وتحدياته بسلاح العلم والمعرفة.
ونحن نحتفي بهذه المناسبة، في ذكرى وفاة العلامة بن باديس إيمانا وسعيا لتنوير الأجيال القادمة ومنحها دروسا في العطاء ، وما قدمته هذه الفئة من دروس، في تنوير الشعوب حيث كانت وقود معركة تحرير الجزائر بالأمس، من خلال مشايخها، ومواقفها المتينة تجاه قضايا الوطن، لحظة ما دعاهم الواجب لتحرير الجزائر من براثن الاستعمارفلبوا الواجب وخلدوا أسماءهم بماء الذهب في سجل التاريخ٫.
ألم يقل عبد الحميد بن باديس:
هذا لكم عهدي به … حتى أوسد في الترب
يا نشء أنت رجاؤنا … وبك الصباح قد اقترب
الجزائر أمام تحد كبير اليوم متمثلا في الاستحقاق الرئاسي، الذي نستعد كلنا لتثمينه وجعله مكسبا تاريخيا من خلال مشاركتنا بالتصويت على من نختاره رئيسا للبلاد… حاكما للجزائر نرى فيه كل الآمال والطموح، لأن التصويت بالنسبة لنا، هو تصويت لمواصلة بناء الصرح الديمقراطي وهو واجب أكثر من أي وقت مضى، لتفويت الفرصة على أعداء الوطن في الداخل والخارج.
أولئك الذين يحاولون زرع الفتنة، بين أبناء الوطن الواحد، متناسين أن الجزائر دفعت ضريبة هذا الاستقرار بالنفس والنفيس.
فإذا كنا فعلا ننتمي لأمة تواكب مسيرتها في البناء، فإن الواجب يدعونا للتصويت وبقوة في هذا الموعد الانتخابي.
يـا نشء أنت رجاؤنا
يكتبــه: نـورالديـن لعــراجي
14
أفريل
2014
شوهد:694 مرة